لقاء على سطح المشتري / كتب الشاعر / فارس بن جدو

لقاء على سطح المشتري

تذكرْتُ ديوان الملوك مســـــــــــاءَ 
و أبيض كســــرى كالسّديم تراءى
فلـمّا بكاه البحتريُّ .....بكيْتُه 
و ألبسْت كسرى من دموعي كساءَ
وقفتُ على كــــــفّ الزمان مخاطباً 
سنيَّ مخــــــــــاضٍ قد... أبيْنَ ثناءَ
لعمركِ قد فاضتْ حزوناً جوانحي 
و أوجسَ قلبي- لا عدِمتُ- عزاءَ
أيا ذلكَ الطــــــفلُ المقــلِّبُ.. كفَّهُ 
ترفَّقْ فــــــذيَّاك المــــــــلاكُ تناءى
فإنَّي امرؤٌ بالكـــــادِ أرشفُ قهوتي 

أكاتبُ صَحْبَ الدرب ...و الخصماءَ
أصاحبُ موجَ البحرِ في كلِّ وُجهةٍ 
و حسبي دمــوعُ الفاتحيــن وِجاءَ
بكـــــيتُ و لا كـــــفران بالله إنّـــما 
بكـــــــائي على الـدُّنيا يضيقُ فضاءَ
تمــــرُّ وفــودُ الرّاحــــلين عن الحمى 
و في صــــــدرهم خيرُ الورى سفراءَ
فــــلمْ تُغـنِ مــــن راحَ الثيابُ كريمةً 
و لــــــمْ يُنْـــــــجه ماءُ السّماء عطاءَ
مـــــتى تلتقِ الأشجانُ حالَ وقيعةٍ 
نلاقِ الـــــورى في المشتري ندمَاءَ
فإن راح حمْــــــلُ النّـــائبات تواليـــا 
نُوارِ الأســــــى بالمـلـــــتقى أُمَراءَ
و يمنَــــحُنا الكــونُ الفسيح بصــيرةً 
و يُلبـــــــِسُنا الأرزاءَ إن هــو شاءَ
تُــــــــؤمّلنا الأيّام كسـْبَ إمـــــــــارةٍ 
و تجــعلُنا –دون الورى- خُــــيَلاءَ
و تحمَـــلُـــــنا بين الوفـــــــودِ أذلَّـــــةً 
فنُصْــــــــبِحُ و التُّربُ الفتيتُ سواءَ
فكيــــفَ نمنّي النّفس قهْرَ صِـــعابِنا 
و بالــــــشُّـــؤم كــــــنّا ثُلّةً عُمـــداءَ
إذا ما سَلَكْنا مسْــــــلك الطَّــيْرِ مرّةً 
رحَلــــــــــــْنا و عشْنا ألفةً و رخاءَ
و إنْ طالت الأحوالُ أُبنا و لمْ نَعُــــدْ 
كمـــالأمْسُ في محــرابها خُطباءَ
ركِــــــــــبْنا معـــــــاذَ اللّه كلّ بليّــــةٍ 
و في الدّرْب نُؤْتى كُلفةً و جزاءَ
و قدْ غالـــــــبتْ في المجْدِ كلُّ وقيعةٍ 
فتـــــــــاها فلم يرْفعْ بذاك لواءَ
تمـــــــرُّ بنا الآناتُ و القـــلبُ آهلٌ 
يُؤرِّقُهُ هـــــمسُ الشـجون مساءَ
و قدْ نعـــــتلي عرْشَ الخَورنقِ مرّةً 
و نبلغُ كسرى عـــــزَّةً... و..... سناءَ
و ندركُ دارا مرتّيْن... و... قيصرا 
ونبــــــقى أُسارى و القَضاءُ قضاءَ
لِكـــــلِّ مرامٍ في النّفوس قضــــاؤه 
و مــــــا كانت الذّكرى تُديمُ رجاءَ
فــــــــــإن تُدركِ الآنامَ كلُّ فجيعةٍ 
عـــهدْنا الورى - ما أُدرِكوا- شعراءَ
عـــــــلامَ نلومُ الغيم حين مسـاءةٍ 
و بالدّرْبِ نبـدو كالشموس ضياءَ
كـــــــــــقبّرةٍ ترنو إلى السّفْحِ تارةً 
و أُخــــرى تُعــالي بالسَّماءِ سماءَ
عــــلامَ نلـــومُ اللّيْلِ دون مسـرّةٍ 
و نمــــــدَحُ طيفا كالـسرابِ تناءى
هـــو اللّيلُ حتما لا أبا لك راحلٌ 
و لا بُدَّ مــــــنْحُ الراحـلين ولاءَ
و لا خـــــيْرَ في ذمِّ الزّمــان معرّةً 
فــــــذِكْرُ المخـــازي قدْ يزيدُ عناءَ
ألا إنّما الدنيا حكايــةُ جـــــــــدَّةٍ 
تُداولُ مـــن فيهِ الــــــوليدِ رواءَ
كمـعزوفةٍ تمضي تواكِـــــبُ حالَنا 
و نُنشدُها بيـــــن الأنام حُـــــــــداءَ
و لكنَّما الساعاتُ تحـــــكمُ بيـــننا 
و أفصــحَ من ذا خالــــطَ الفصحاءَ
و مــــا الحُكـُم إلّا للعليِّ و ما درتْ
نُفــــوسُ البرايا في الكتاب جلاءَ
أنا عالــــمٌ بالذكـــرياتِ.....فليتها
تكونُ لنا ..في الحـــادثاتِ شفاءَ

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق