أنين النواعير / كتب الشاعر / حسين الساعدي

أنــين النـواعــير
بقلم / حسـين السـاعـدي / العراق

نـاعـورٌ
أنـينُ ضجـيجِ دورانِ رحـىْ 
صـدى نـايٍ 
ينحـتُ فـي صـخرٍ
تجـاعـيدِ حــزنٍ
يتـلاشى بيـنَ جـزرٍ تنـاثـرتْ
يـداعـبُ ضـوءَ قـمرٍ
مَـنْ يهـزُ جـذعَ دواليـبِ نـواعـيرِها 
تتسـاقـطُ جـرارَهـا نـديـةً
تلـثمُ طـينَ الشّـواطـئ
تهمـسُ بضـفافِ نـهـرٍ
شـفاه ذابـلةْ

صـوتٌ يتهـادى 
يَلمـلـمُ جـراحـاتِ السـّنينْ
سـكونُ ليـلٍ بهـيمْ
هـدأتْ أصـواتُ النّـواعـيرِ
علـى دكـةِ مسـاءٍ 
يلـفُ جـرارَهـا
لا تسـمعُ سـوى 
أطيـطَ صـياحِها 
لـم يـزلَ يهتـفُ
نـايٌ مضـرجٌ بالهـواءِ
أتعبـهُ شهـيق الصّـدى 
عمـقُ تجـاعـيدِ الـدّروبْ
أطـلالُ ذكـريـاتٍ
تتـطايرُ كـرذاذٍ
أصـواتٌ تخـرجُ
قـوافـِيها ميـتةَ
لـم تعـدَ تحـركُ أغـلالَ نفـسٍ
غمـزهـا أولُ طـوفـانْ 
تتسـاقـطُ ثيـابُ عـرىِ ذاكـرةٍ
أمـانـي رذاذ ضـبابٍ 
أُلقيـتْ فـي عـروقِ زمـنٍ غـابـرْ
غـربـاءٌ نبـكي وطـناً
أقـرعُ بـوابـةَ زمـنهِ محـطاتٍ
تبحـثُ عـن مسـافـرٍ
يقلـبُ فـي تـاريـخِ
عـاصـفةٍ ميتـةٍ 
ترنـو الـى وطـنٍ
خـاتمـتهُ الضـياعْ


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق