قراءة في نص الشاعرة سجال الركابي (من وحي سمفونية بيتهوفن الخامسة ) يقدمها الشاعر غازي عاصي

قراءة القدير غازي عاصي شاعر الحكمة والناقد المتأمل في نص سدي بديع متماهي مع نصٰي الشعري
(
من وحي سمفونية بيتهوفن الخامسة)
نعم هنا تماهي ما بين الموسيقى وأثرها على النفس حيث تتماس الأرواح بلحظة عزف على قيثارة الذائقة وهنا تتماهى الأرواح ما بينها وتنكشف حقيقتها ولأنها تقاس ماهيتها ونبلها أو خستها كما تقاس المعادن فمنها النفيس ومنها الرديء ولبالغ الصنعة الأدبية عند شاعرتنا النجمة د. سجال تقول إن أخطأك القلب أو العقل ولم أكتشف ماهية روحك سأخضعك للتجربة كما تخضع المعادن لتجربة عداد جايجر ووالتجربة هنا هي تجربة موسيقية 

إذا كنت ذواقا لعزف السمفونية الخامسة لبيتهوفن سأرى تفاعلك مع بكاء نغمة موسيقية على صدر كمان يستحيل جنة بيد عازفة تعزف على أوتار روحها حيث العشب الأخضر المندى يذوب عذوبة لسماعها فهل ستعي لغة تغريد عندليب ينقر باب الأفق وهو يعزف مع كمان تلك الفتاة وهنا تخاطب شاعرتنا هذا الحبيب الذي يتغافل عن تفاعله مع هذه السمفونية العظيمة ويدعي أنه غير مكترث لردة فعل هذه الموسيقى فتقول له شاعرتنا سيعد العداد أي لحظها الذي يراقبه وهو يتغافل كيف يرتجف قلبه ومن البراعة الأدبية أن شاعرتنا بقلبها المحب هذ ستختلس النظر لبراعة أنامل هذه العازفة لتعزف شاعرتنا وصلة من مشاعرها وارتجاف قلب هذا الحبيب تسربها داخل لحن السمفونية وهنا سيكتشف بيتهوفن الموسيقار الأصم العظيم أن هذه السمفونية اكتملت بهذه اﻹضافة المسربة من شاعرتنا فيرضى مبتسما لما أضافت شاعرتنا على السمفونية من موسيقى الطبيعة بطيورها وغيومها وعزف النرجس البري وتحلق بنا شاعرتنا في جو من سحر الطبيعة لتصف لنا مقار تماهي الموسيقى مع مفردات الطبيعة ومشاعرها وارتجاف قلب الحبيب حيث السماء تمطر نجوما كراقصات ذواتي غنج ودلال وحتى ندف الثلج تتراقص بدفء وعندها تطير مع الحبيب سحابة من نور ويبدأ لحن السمفونية الخامسة يتلاشى وهو يتوحد مع موسيقى الطبيعة كجزء خالد منها لا يتجزأ .
هنا لا بد أن أقول أن هذا النص رفيع المستوى الذهني والأدبي يسمو ليصل بنا إلى راحة نفسية بالغة الآثر وهل هناك أرق من وصف ما تصنعه الموسيقى بالنفس لأن من يمعن النظر ويصيخ السمع لمفردات الطبيعة المعجزة سيعرف أنها سيمفونية موسيقية متناغمة تضيف ولا يضاف عليها وإن كنت سأكتب عن شفافية التشبية واﻹستعارات الزمكانية واﻹنزياحات اﻹيحائية بصور النص فهذا يحتاج لمبحث أخر تقديري شاعرتنا النجمة ليراع كما القيثارة.
غازي عاصي
النص:
(من وحي سمفونية بيتهوفن الخامسة)/ سجال الركابي
عِنْدَ خطِّ تماسِّ الأرواح
أبحثُ ...
في يدي عدّاد جايجر*
... إن .... أخطأكَ القلبُ أو العقل
سيقرأ
.... ... ... ... عنقودَ الذهب ... الحصرمِ
ضَوعَ َالرازقي ... العطرِ المُصنّعِ
الذي يؤرجحُ الدوار
مهما تداريتَ وارتديتَ من ... ... أقنعةٍ ثلجيةِ الفتورِ
... يشي العداد بارتجافِ قلبكَ
عند خطِّ الأفُقِ... ساعةَ يغرد العندليبُ
عندَ ... عذوبةِ العشبِ الأخضرِ المُندّى ...
ببوح بكاء على صدر كمانٍ
في يد فتاةٍ ...متطايرةِ الشعر...
ذائبةِ الروح ِفي لحن ِالمعنى
أُغادرُ مقعدي ... أختلِسُ أطرافَ أنامِلِها
لأعزفكَ نغمةً متسربةً في السمفونيةِ... ...
يلتفتُ بيتهوفن! ؟.. يهزّ أذنه الصمّاءَ
يبتسمُ لرؤيتنا والطيورِ والغيوم ِ
... نردّدُ مع النرجسِ البريّ
عِطر الطبيعة... مخمليّة الأحمرار
تصاحبنا أجنِحة ... من ضوءِ البرتقال
تُمطِرُ نجوماً ...ذهبيّةَ الغنجِ
... ... تتطاير نُدف الثلجِ ... دافئةَ الرَّقصِ
... ... نطيرُ سحابةنورٍ ولحن تلاشِ
*عداد جايجر : يؤشر لوجود المعادن المختلفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق