زهو الشباب / بقلم الأديب / رسول مهدي الحلو

( زهو الشباب )

بلغ ريعان شبابه تساقطت عنه أسمال الصبوة ، وغادرته كركرة الحبوة ، فتقمصته أزاهير النرجس ، واعتَلتهُ أَنَفة التعالي ، مخترقة به مسالك الريب من قلب لم يعهد منه إلا الشفقة والحنان ، ومقتفية أثر الشك في عين لا تغفو حتى ينام ، فسطوة الأحاسيس المتدفقة تغريه بالفطام قبل الزمان وتحفزه بداراً للنأي قبل الأوان ، ولازال الزلق أتكاءه ، والحيرة اجتهاده ،

يهوم في انفرادية الشطط بحثاً عن أمل ضائع ، ويرى في نزقهِ دفء الأحضان دون اعتياده ، ويتوهم في تردده رأفة الإحسان من غير اعتقاده ، تغلب عليه زهو الشباب ليحز مشاعر الأرواح المتلهفة لجني صبر المهاد ، وغربة السهاد ، فالقلوب حرى إليه والأستعبار تنفثه الحسرات لتطفئ به لفحات لهيبها على وعد الخيال الزائف ، والرجاء المتأمل الخائب .

رسول مهدي الحلو .



شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق