( زهو الشباب )
بلغ ريعان شبابه تساقطت عنه أسمال الصبوة ، وغادرته كركرة الحبوة ،
فتقمصته أزاهير النرجس ، واعتَلتهُ أَنَفة التعالي ، مخترقة به مسالك الريب من قلب
لم يعهد منه إلا الشفقة والحنان ، ومقتفية أثر الشك في عين لا تغفو حتى ينام ،
فسطوة الأحاسيس المتدفقة تغريه بالفطام قبل الزمان وتحفزه بداراً للنأي قبل الأوان
، ولازال الزلق أتكاءه ، والحيرة اجتهاده ،
يهوم في انفرادية الشطط بحثاً عن أمل ضائع ، ويرى في نزقهِ دفء
الأحضان دون اعتياده ، ويتوهم في تردده رأفة الإحسان من غير اعتقاده ، تغلب عليه
زهو الشباب ليحز مشاعر الأرواح المتلهفة لجني صبر المهاد ، وغربة السهاد ، فالقلوب
حرى إليه والأستعبار تنفثه الحسرات لتطفئ به لفحات لهيبها على وعد الخيال الزائف ،
والرجاء المتأمل الخائب
.
رسول مهدي الحلو .