أَي
ماركوس*
مِلْأَ أروقةِ روما
تهزمُكَ المرآةُ هذهِ المرّة . . .
آخرُ ساحاتِ قتالِكَ سريرٌ بائسٌ
من غيرِ سلاحٍ
طُعنتَ فيه
سوداء لم يمحها نهرُ التيبر
لعلّها قاضيةٌ
كانتْ !
ظهرُ بعيرٍ
قُصِم
السّكاكينُ
تُمزّقُ ذبيحاً من صنعِ يدِه . . .
. . . . .
ليلٌ بَطين
تزدحمُ فيهِ عيونٌ اللّصوص . . .
العَتمةُ عَماءٌ لا يُنجبُ إلاّ لوناً واحداً
يُعرفُ
ولا يُعرفُ . . .
نهارٌ
هَزُلَ حتى بانَ نخاعُ عظمِه
ناعوراً
يدورُ مِنْ غيرِ دِلاء
سرقوا عيونَه . . .
الشّمسُ تحزمُ حقائبَها المثقوبةَ
يتبعُها ظلٌّ مهزوم !
. . . . .
داخلٌ
مُتسخٌ بقبحٍ
لا تُزيّنُهُ حِنْكةُ عطارٍ
سئمتْ أصابعُهُ ما خَلَط . . .
تتشظّى مراياه
فلا بتمامِها صورة . . .
يذوي ببطئ
ما ظهرَ
لا يعني أخضرُهُ شيئاً . . .
قلبٌ
يرفضُ أنْ يتوقًف
صُراخُ الموْتِ لا يعلو شَفتيْه . . .
الجميعُ ثملٌ
برغبةٍ شوهاء دونَها الطّوفان . . .
ماذا تُخلّفُ بعدَها الثّعالب ؟
. . . . .
زهورٌ
تعومُ على سطحٍ آسن
بينَ نَزَقٍ
وبقايا حكمةٍ
ديستْ تحتَ حوافرِ خيولٍ ناكسة. . .
رَقْعٌ
يتّسعُ
الرّاقعُ
أضاعَ الأبرةَ في كومةِ قَش
فلا لومَ إنْ قَرَضَ إصبعَه. . .
. . . . .
مزادٌ
كُلُّ شئٍ في العراء
عملةٌ لا تُرى
لا تُلمَس
الذّهبُ يتحدثُ صامتاً
ملاعقُه على مائدةِ القيْصر
ولو جفَّ ضَرْع
مضغتْ أفواهٌ روثَ ماشية . . .
تشابهَ البقرُ
تشابكتِ القرون
قُبحٌ
تخثّرَ على وجوهٍ
تثأللتِّ برغباتٍ حجبَها سوطٌ ومقصلة . . .
فضلاتُ التاريخِ
يحرقُها زفيرُ اللّعنات !
أبوابُ المواخيرِ تلمعُ في الظلمة . . .
للرّيحِ أنْ تدخلَ آنَ تشاء
من أيْ باب
رُبما يكونُ لجهنمَ بابٌ لا يٌغلق وزبانية لا يعرفون الرِشوة !
. . . . .
أي
ماركوس
الكرةُ حينَ تتدحرجُ تنقشُ حروفاً متشابهة . . .
تغيّرتِ الاسماءُ في رقعةِ الشطرنج
تسافلتْ لأعلى سُلم السّقوط . . .
ليسَ لكَ أنْ تسألَ عن القلعةِ والوزير فتلكَ
أكلَ مصاريعَها الجُرذ . . .
وذاكَ
يسبحُ على ظهرِ حوت . . .
الجنودُ
ينامُ في جروحِهم الشّتاء
يشمّون الموتَ بمناخيرِ خيولِهم
لم يعُدِ السّيفُ قادراً على قَطْعِ جَزْرَة !
ماركوس
هو الغروب
ممالكُ الذًباب
دنا ما بَعُد
يا لثوانٍ تلوي رقابَ سنين . . .
لكنَّ الموتى لا يشعرون بخوف . . .
المقابرُ
لنْ تبوحَ بسرٍّ
لكنَّها لا تمسكُ بنتنِ الرّوائح !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
12/12/2016
ماركوس*
مِلْأَ أروقةِ روما
تهزمُكَ المرآةُ هذهِ المرّة . . .
آخرُ ساحاتِ قتالِكَ سريرٌ بائسٌ
من غيرِ سلاحٍ
طُعنتَ فيه
سوداء لم يمحها نهرُ التيبر
لعلّها قاضيةٌ
كانتْ !
ظهرُ بعيرٍ
قُصِم
السّكاكينُ
تُمزّقُ ذبيحاً من صنعِ يدِه . . .
. . . . .
ليلٌ بَطين
تزدحمُ فيهِ عيونٌ اللّصوص . . .
العَتمةُ عَماءٌ لا يُنجبُ إلاّ لوناً واحداً
يُعرفُ
ولا يُعرفُ . . .
نهارٌ
هَزُلَ حتى بانَ نخاعُ عظمِه
ناعوراً
يدورُ مِنْ غيرِ دِلاء
سرقوا عيونَه . . .
الشّمسُ تحزمُ حقائبَها المثقوبةَ
يتبعُها ظلٌّ مهزوم !
. . . . .
داخلٌ
مُتسخٌ بقبحٍ
لا تُزيّنُهُ حِنْكةُ عطارٍ
سئمتْ أصابعُهُ ما خَلَط . . .
تتشظّى مراياه
فلا بتمامِها صورة . . .
يذوي ببطئ
ما ظهرَ
لا يعني أخضرُهُ شيئاً . . .
قلبٌ
يرفضُ أنْ يتوقًف
صُراخُ الموْتِ لا يعلو شَفتيْه . . .
الجميعُ ثملٌ
برغبةٍ شوهاء دونَها الطّوفان . . .
ماذا تُخلّفُ بعدَها الثّعالب ؟
. . . . .
زهورٌ
تعومُ على سطحٍ آسن
بينَ نَزَقٍ
وبقايا حكمةٍ
ديستْ تحتَ حوافرِ خيولٍ ناكسة. . .
رَقْعٌ
يتّسعُ
الرّاقعُ
أضاعَ الأبرةَ في كومةِ قَش
فلا لومَ إنْ قَرَضَ إصبعَه. . .
. . . . .
مزادٌ
كُلُّ شئٍ في العراء
عملةٌ لا تُرى
لا تُلمَس
الذّهبُ يتحدثُ صامتاً
ملاعقُه على مائدةِ القيْصر
ولو جفَّ ضَرْع
مضغتْ أفواهٌ روثَ ماشية . . .
تشابهَ البقرُ
تشابكتِ القرون
قُبحٌ
تخثّرَ على وجوهٍ
تثأللتِّ برغباتٍ حجبَها سوطٌ ومقصلة . . .
فضلاتُ التاريخِ
يحرقُها زفيرُ اللّعنات !
أبوابُ المواخيرِ تلمعُ في الظلمة . . .
للرّيحِ أنْ تدخلَ آنَ تشاء
من أيْ باب
رُبما يكونُ لجهنمَ بابٌ لا يٌغلق وزبانية لا يعرفون الرِشوة !
. . . . .
أي
ماركوس
الكرةُ حينَ تتدحرجُ تنقشُ حروفاً متشابهة . . .
تغيّرتِ الاسماءُ في رقعةِ الشطرنج
تسافلتْ لأعلى سُلم السّقوط . . .
ليسَ لكَ أنْ تسألَ عن القلعةِ والوزير فتلكَ
أكلَ مصاريعَها الجُرذ . . .
وذاكَ
يسبحُ على ظهرِ حوت . . .
الجنودُ
ينامُ في جروحِهم الشّتاء
يشمّون الموتَ بمناخيرِ خيولِهم
لم يعُدِ السّيفُ قادراً على قَطْعِ جَزْرَة !
ماركوس
هو الغروب
ممالكُ الذًباب
دنا ما بَعُد
يا لثوانٍ تلوي رقابَ سنين . . .
لكنَّ الموتى لا يشعرون بخوف . . .
المقابرُ
لنْ تبوحَ بسرٍّ
لكنَّها لا تمسكُ بنتنِ الرّوائح !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
12/12/2016
*
ماركوس اوريليوس انطونينوس الامبراطور الروماني السادس عشر (161 -
180) وخامس الأباطرة الأنطونيين الرومان ، كما أنه يعتبر من أهم الفلاسفة
الرواقيين.
"تأملات ماركوس اوريليوس التي كتبت في حملته بين 170-180، ما زالت
تعتبر أحد الصروح الادبية في الحكم والإدارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق