كتب الشاعر والناقد فارس بن جدو
قراءة سيميائة في قصيدة طوق النهار للشاعرة سمر العكش من الجمهورية العربية السورية .
طوق النهار
يلعق الصبح
سفح الليل
يطل فوق باحات الزمن
تتسابق هواجسي المارقة
وتغمض أحلامي مآقيها
تهدهد كينونتي
ترنيمة سهد
نرجسية الأجواء
تتفتح في قلبي
ألف جورية
تطوف على ثلج عمري
سلسلة اللامنتهي
فأحتمي بصراخ أبكم
ونظرة خاوية عمياء
زخات حروف
تتدفق بغزارة
كتيار هادر
تدثرني بزمهرير
من أمواج الحياة
يعانقني الياسمين
وتتناسل
في كهوفي الحكايات
أغرق
في تعويذات قلب
أمزجها بدمي
فتبعثرها غربان الدهاء
أرمي هموما"
خارج حدود زماني
وأغتسل
من كل الأ ساطير والخرافات
يلوح في رحيق العمر
هلوسات
تبث أدعية منتقاة
من عالم المستحيلات.
القراءة :
المكون الزماني :
يتمحور النص حول عتبة الزمان كمقوِّم عموديٍّ يتقاطع مع المحور المكاني ، فإذا كان المكان يتَّسم بالثبات ، فإن الزمن موسومٌ بالدينامية و التنوع ، فشتان بين ما كان و ما سوف يكون ، هكذا تنفتحُ شيفرةُ الرؤيا الصوفية على أبعاد الوقت ، و تختزلُ الفضاءات الثلاث( الماضي و الحاضر و المستقبل ) في بوتقة العروج نحو عوالم الأرواح ، و هو عروجٌ يجسِّد لحظة تأملٍ عميق في دقائق الحياة و حيثياتها ، و يفترُّ عن ميلاد مقوِّم " النهار " و رمزية النهار تستند إلى خلفية التباين الحاصل بين الانفتاح و الانحسار ، فالنهار هو رمزٌ للنور و الانبعاث و الانفتاح على الموجودات ، و هو قرين الرؤية البصرية ، و في نفس الوقت يؤشر على الانحسار ذلك أن غياب النور هو مآله الأخير، فيستحيل ظلاما حالكا و ينحسر أمام سدول الليل، و قد عُبِر عن ذلك بمقوّم " الطوق " ، و الطوق هو ما يحد حريَّة الكائنات و يكسر عتبة النهار .
التخييل : تستند البنية الدلالية للنص إلى بطانة ابستيمولوجية مؤسسة لحضور الخيال المجنح ، و يظهر هذا في الصيغ التالية:" باحات الزمن ، تتسابق الهواجس ، تغمض احلامي مآقيها ، أرمي همومي ، تتناسل الحكايات "....و هي كلها مجازات استعارية بلاغتها التخييل و التصوير و التجسيد ، مما يجعل النص صورةً مجازية مطابقة لعوالم الذات و هي تسبح في ملكوت العروج و تتخيل علاقاتٍ بين الأشياء لا وجودَ لها في الواقع ،فتستحيلُ الألفاظ على مستوى مدرج الكلام إلى مكوِّن أسمائي يعادلُ ترانيم الذات في سهاد الليل و الليل وطن المجروحين...بين هذا و ذاك ترتقي المناجاة لتعانق أبعاد الزمان و تلامس المكون الأسطوري الخرافي ..و بهذا يمكننا القول بأن النص ينتمي إلى حيز النصوص الرؤيوية الاشراقية و يكشف عن نزعة تأملية من صميم المقام الصوفي ،و يكتسي طابعاً رمزيا؛ تحكمه علاقات المماثلة و الاختلاف بين أفقي ( ليل / نهار ) و ( مكان / زمان ) ، و هما أفقان ينفتحان على " الأنا " على سبيل التوزيع البصري الرؤيوي ، و هو توزيع تحكمه الرغبة في الاتصال بالطبيعة و البحث عن معنى الحياة.
قراءة سيميائة في قصيدة طوق النهار للشاعرة سمر العكش من الجمهورية العربية السورية .
طوق النهار
يلعق الصبح
سفح الليل
يطل فوق باحات الزمن
تتسابق هواجسي المارقة
وتغمض أحلامي مآقيها
تهدهد كينونتي
ترنيمة سهد
نرجسية الأجواء
تتفتح في قلبي
ألف جورية
تطوف على ثلج عمري
سلسلة اللامنتهي
فأحتمي بصراخ أبكم
ونظرة خاوية عمياء
زخات حروف
تتدفق بغزارة
كتيار هادر
تدثرني بزمهرير
من أمواج الحياة
يعانقني الياسمين
وتتناسل
في كهوفي الحكايات
أغرق
في تعويذات قلب
أمزجها بدمي
فتبعثرها غربان الدهاء
أرمي هموما"
خارج حدود زماني
وأغتسل
من كل الأ ساطير والخرافات
يلوح في رحيق العمر
هلوسات
تبث أدعية منتقاة
من عالم المستحيلات.
القراءة :
المكون الزماني :
يتمحور النص حول عتبة الزمان كمقوِّم عموديٍّ يتقاطع مع المحور المكاني ، فإذا كان المكان يتَّسم بالثبات ، فإن الزمن موسومٌ بالدينامية و التنوع ، فشتان بين ما كان و ما سوف يكون ، هكذا تنفتحُ شيفرةُ الرؤيا الصوفية على أبعاد الوقت ، و تختزلُ الفضاءات الثلاث( الماضي و الحاضر و المستقبل ) في بوتقة العروج نحو عوالم الأرواح ، و هو عروجٌ يجسِّد لحظة تأملٍ عميق في دقائق الحياة و حيثياتها ، و يفترُّ عن ميلاد مقوِّم " النهار " و رمزية النهار تستند إلى خلفية التباين الحاصل بين الانفتاح و الانحسار ، فالنهار هو رمزٌ للنور و الانبعاث و الانفتاح على الموجودات ، و هو قرين الرؤية البصرية ، و في نفس الوقت يؤشر على الانحسار ذلك أن غياب النور هو مآله الأخير، فيستحيل ظلاما حالكا و ينحسر أمام سدول الليل، و قد عُبِر عن ذلك بمقوّم " الطوق " ، و الطوق هو ما يحد حريَّة الكائنات و يكسر عتبة النهار .
التخييل : تستند البنية الدلالية للنص إلى بطانة ابستيمولوجية مؤسسة لحضور الخيال المجنح ، و يظهر هذا في الصيغ التالية:" باحات الزمن ، تتسابق الهواجس ، تغمض احلامي مآقيها ، أرمي همومي ، تتناسل الحكايات "....و هي كلها مجازات استعارية بلاغتها التخييل و التصوير و التجسيد ، مما يجعل النص صورةً مجازية مطابقة لعوالم الذات و هي تسبح في ملكوت العروج و تتخيل علاقاتٍ بين الأشياء لا وجودَ لها في الواقع ،فتستحيلُ الألفاظ على مستوى مدرج الكلام إلى مكوِّن أسمائي يعادلُ ترانيم الذات في سهاد الليل و الليل وطن المجروحين...بين هذا و ذاك ترتقي المناجاة لتعانق أبعاد الزمان و تلامس المكون الأسطوري الخرافي ..و بهذا يمكننا القول بأن النص ينتمي إلى حيز النصوص الرؤيوية الاشراقية و يكشف عن نزعة تأملية من صميم المقام الصوفي ،و يكتسي طابعاً رمزيا؛ تحكمه علاقات المماثلة و الاختلاف بين أفقي ( ليل / نهار ) و ( مكان / زمان ) ، و هما أفقان ينفتحان على " الأنا " على سبيل التوزيع البصري الرؤيوي ، و هو توزيع تحكمه الرغبة في الاتصال بالطبيعة و البحث عن معنى الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق