مِحبرة مُتصحرة / نص للشاعر / وليد.ع.العايش

( مِحبرة مُتصحرة )
______
أيُّها الليلُ الحزين 
يا صوتَ نايٍّ مُكسّرة 
يا صدى صوتي 
أنشودتي المُتفجرة 
يا أوراقَ أشجاري 
فوق الثرى 

ورُبّما تحتَ الثرى 
أيتّها الآتيةُ على ضفافِ مُجنزرة 
يا طفلتي الوحيدة 
ذاتَ الضفيرة المُتصحرة 
أيُّها الظِلُّ العنيد 
كمْ جاءكَ منْ خافقي 
رسائلٌ مُعطرة 
وأشياءَ منْ زمنٍ قديمٍ 
وثقافة مُتحجّرة 
أخبريني كمْ أصومَ 
كمْ أُصلّي 
كمْ أحُجَّ ...
على مطيتي التي مازالت 
في خِبائها مُدثّرة 
كم أنام في غفوتي 
كم تكون صحوتي 
كم أستريح بجوار المقبرة 
ياكُلّ أقلامي 
دَوّني ما يجولُ 
في بحور الذاكرة 
قبلَ أنْ تَجُفَّ المُحبرة 
قبلَ أنْ تأتيكَ قُبّلةٌ مُدمّرة 
فإنَّ الدمعَ يجري 
منْ بينِ أظافري 
يسيرُ بازدراءٍ 
نحو الطريق المدبرة 
يا كُلّ أشيائي 
المُخضوضرة والمُقفرة 
أخبريني عنْ ميعادِ شمسٍ 
ترتقي صهوةَ الحياة
من جديد 
ومن بعيد ...
تُلمْلِمُ آهاتي 
وحروفي المبعثرة 
كي لا تَجُفَّ المحبرة
_____
وليد.ع.العايش 
1 / 9 / 2016
م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق