مـؤيـد عبـدالـزهـرة .. ومــا تيســّر مــن عشــق
بقلـم / حسـين السـاعـدي
(الثُّنائيَّة : فكرة تذهب في تفسير العالم إلى القول بمبدأين متقابلين
كالخير والشرّ عند الثَّنوية والنَّفس والجسم عند ديكارت أو ثنائية المادة والروح)
. وقد دأبت مناهج الحداثة سواء كانت سريالية أو تجريدية أو رمزية الى أستخدم
التعابير المجازية في الاشارة والتلميح والكناية والرمز ، عند تناول ظاهرة ثنائية
(الوطن/المرأة) ،
وشكلت هذه الثنائية في شعر (مؤيد عبدالزهرة) الحجر الأساس في
معظم نصوصه الشعرية ولكن هذه الثنائية ليس ثنائية متضادات كما هو المتعارف عليه في
مفهومها ، وأنما ثنائية متناغمة ومتلازمة ومتعاضدة ونابعة من جذر واحد هو (العشق)
الذي شكل في نتاجه الشعري ثنائية (المرأة/الوطن) وفق منظور ذاتي وموضوعي . فقد جمع
بين عشق الحبيبة وعشق الوطن في إطار علاقة جدلية تبادلية رسم ملامحها (العشقية) من
خلال أقتران أحدهما بالأخر . أن تجربة الشاعر (مؤيد عبدالزهرة) الشعرية والتي
تمثلت في ديوانه الاول(للجدران كراهية،للغيم أظافر) وعززها في ديوانه الثاني (على
جناح الشوق آتيك) أعتمد على ثنائية الأرض (الوطن) والمرأة بأعتبارهما مصدرين
للحياة . فكان كان صادقاً وصريحاً في طرح معاناته الشعرية عبر هذه الثنائية .
ذكر الجوهري في الصحاح جذر مفردة (العشق) ما نصه : (العِشْقُ: فَرطُ
الحبِّ. وقد عَشِقَهُ عِشْقاً وعَشَقاً أيضاً. ورجلٌ عِشِّيقٌ، أي كثير العِشْقِ.
والتَعَشُّقُ: تكلُّفُ العِشقِ. ويقولون امرأةٌ مُحبٌّ لزوجها وعاشق) ٌ.
وقد عرف العرب قديماً أنّ للحب مراتبَ ومقامات ينزل المحب فيها ،ووصفوا هذه المراحل بأوصاف مشتقة من ألفاظ تدل بمعانيها اللغوية عن دقة الحالة التي يعيشها المحب .
قال صاحب كتاب (الريحان والريعان) لأبي القاسم محمود بن خيرة المواعيني الإشبيلي : (الحب أوله الهوى ، ثم العلاقة ثم الكلف ثم الوجد، ثم العشق، والعشق إسم لما فصل عن المقدار الذي هو الحب) . نحن نعرف إن العنوان هو عتبة فهم النص الأولى ، والشاعر (مؤيد عبدالزهرة) كشف عن مكنونات نفسه وما تجيش به في ديوانيه (للجدران كراهية،للغيم أظافر) و (على جناح الشوق آتيك) ، فهو جمع بين عشق الحبيبة وعشق الوطن ، فالعشق إحساس ، وأرتباط عميق بالوجدان ، وبإدراك الجمال، والحياة بكل مظاهرها وتجلياتها ، فهو يمزج بين حبين معاً (الوطن والحبيبة)، فكان متميزاً في أختيار المفردة المستوحاة من واقع (الوطن / الحبيبة) . وهذه لغة تتحقق فيها درجات من الإبداع على مستويات دلالية بصور متعددة تدخل في تكوين النص . بالرغم من إن موضوعة نصوصه تتميز بأسلوب مفعم بالبساطة حين يتناول موضوعة تقليدية مثل (الحب /المرأة/ الوطن) تقع في مقدمة ما كتب في الأدب بكل أنواعه وبمختلف عصوره . ولكنه يتناول هذه الموضوعة بلغة رصينة غير تقليدية ، تتدفق بالأحساس والفهم العميق لمكنونات النفس . وبصور جميلة وأستعارات رائعة يلتقطها من سياقات دلالية غاية في الأنسجام وبأشكال متنوعة ومتعددة ، ورموز وأنزياحات ، وقدرة على التكثيف والأختصار والأيجاز بتوظيف عناصر النص ، تكشف عن عواطف وأحاسيس وإنفعالات الشاعر وحالة التفاعل بينه وبين النص عبر مخرجات شعرية مختلفة في تراكيبها اللفظية ، ومحاولة إيصالها الى قلب المتلقي.
أن نصوص (مؤيد عبدالزهرة) الشعرية لها ثلاثة دلالات وهي : دلالة الغزل المباشر ودلالة الوطن والوطنية والدلالة الثالثة هي التي تحمل الدلالة الغزلية والوطنية.
إن اللغة الشعرية عند (مؤيد عبدالزهرة) هي روح متوهجة بأعذب الألفاظ وأرق الكلمات تتراءى من خلال الرمز والإيحاء والصور والمشاهد ، فهو يمتاز بالنضج سواء على مستوى اللغة أو بناء المضامين الجمالية في القصيدة التي جمعت (الوطن/المرأة) ، بسلاسة متماسكة ومترابطة ، عكست وحدة بناء القصيدة .
لقد جسد الشاعر (مؤيد عبدالزهرة) محنة الوطن من خلال إقتناص صور الفجائع التي حلت بالوطن والذي مازال يعيش تحت وطأة الارهاب وفساد الطبقة السياسية . أن جراح الوطن صارت جراح مستديمة في الروح والقلب ، فكانت نصوصه صرخة من أجل الوطن النازف، الذي هو الملاذ الآمن للإنسان فهو الأم ورمز العطاء ، وهذا دليل على نزعة(مؤيد عبدالزهرة) الوطنية وأستقامت خلقه التي تنسجم مع شخصيته الوطنية وتتفق مع أتجاهه الفكري .
إذن ظاهرة (المرأة / الوطن) بكل أبعادها سواء كانت في عموم الشعر أو في النصوص الشعرية لـ(مؤيد عبدالزهرة) هي أمتزاج المرأة بالوطن ، والوطن بالعشق أمتزاجاً توحدياً. فتصبح المرأة المعشوقة هي الوطن وهي رمزا للوطن والانتماء . ولسان حال الشاعر يقول: (لديّ الكثير من العشق والوطن، وهاكم ما تيسّر منهما)
وقد عرف العرب قديماً أنّ للحب مراتبَ ومقامات ينزل المحب فيها ،ووصفوا هذه المراحل بأوصاف مشتقة من ألفاظ تدل بمعانيها اللغوية عن دقة الحالة التي يعيشها المحب .
قال صاحب كتاب (الريحان والريعان) لأبي القاسم محمود بن خيرة المواعيني الإشبيلي : (الحب أوله الهوى ، ثم العلاقة ثم الكلف ثم الوجد، ثم العشق، والعشق إسم لما فصل عن المقدار الذي هو الحب) . نحن نعرف إن العنوان هو عتبة فهم النص الأولى ، والشاعر (مؤيد عبدالزهرة) كشف عن مكنونات نفسه وما تجيش به في ديوانيه (للجدران كراهية،للغيم أظافر) و (على جناح الشوق آتيك) ، فهو جمع بين عشق الحبيبة وعشق الوطن ، فالعشق إحساس ، وأرتباط عميق بالوجدان ، وبإدراك الجمال، والحياة بكل مظاهرها وتجلياتها ، فهو يمزج بين حبين معاً (الوطن والحبيبة)، فكان متميزاً في أختيار المفردة المستوحاة من واقع (الوطن / الحبيبة) . وهذه لغة تتحقق فيها درجات من الإبداع على مستويات دلالية بصور متعددة تدخل في تكوين النص . بالرغم من إن موضوعة نصوصه تتميز بأسلوب مفعم بالبساطة حين يتناول موضوعة تقليدية مثل (الحب /المرأة/ الوطن) تقع في مقدمة ما كتب في الأدب بكل أنواعه وبمختلف عصوره . ولكنه يتناول هذه الموضوعة بلغة رصينة غير تقليدية ، تتدفق بالأحساس والفهم العميق لمكنونات النفس . وبصور جميلة وأستعارات رائعة يلتقطها من سياقات دلالية غاية في الأنسجام وبأشكال متنوعة ومتعددة ، ورموز وأنزياحات ، وقدرة على التكثيف والأختصار والأيجاز بتوظيف عناصر النص ، تكشف عن عواطف وأحاسيس وإنفعالات الشاعر وحالة التفاعل بينه وبين النص عبر مخرجات شعرية مختلفة في تراكيبها اللفظية ، ومحاولة إيصالها الى قلب المتلقي.
أن نصوص (مؤيد عبدالزهرة) الشعرية لها ثلاثة دلالات وهي : دلالة الغزل المباشر ودلالة الوطن والوطنية والدلالة الثالثة هي التي تحمل الدلالة الغزلية والوطنية.
إن اللغة الشعرية عند (مؤيد عبدالزهرة) هي روح متوهجة بأعذب الألفاظ وأرق الكلمات تتراءى من خلال الرمز والإيحاء والصور والمشاهد ، فهو يمتاز بالنضج سواء على مستوى اللغة أو بناء المضامين الجمالية في القصيدة التي جمعت (الوطن/المرأة) ، بسلاسة متماسكة ومترابطة ، عكست وحدة بناء القصيدة .
لقد جسد الشاعر (مؤيد عبدالزهرة) محنة الوطن من خلال إقتناص صور الفجائع التي حلت بالوطن والذي مازال يعيش تحت وطأة الارهاب وفساد الطبقة السياسية . أن جراح الوطن صارت جراح مستديمة في الروح والقلب ، فكانت نصوصه صرخة من أجل الوطن النازف، الذي هو الملاذ الآمن للإنسان فهو الأم ورمز العطاء ، وهذا دليل على نزعة(مؤيد عبدالزهرة) الوطنية وأستقامت خلقه التي تنسجم مع شخصيته الوطنية وتتفق مع أتجاهه الفكري .
إذن ظاهرة (المرأة / الوطن) بكل أبعادها سواء كانت في عموم الشعر أو في النصوص الشعرية لـ(مؤيد عبدالزهرة) هي أمتزاج المرأة بالوطن ، والوطن بالعشق أمتزاجاً توحدياً. فتصبح المرأة المعشوقة هي الوطن وهي رمزا للوطن والانتماء . ولسان حال الشاعر يقول: (لديّ الكثير من العشق والوطن، وهاكم ما تيسّر منهما)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق