وطن الحالمين / بقلم الشاعر / حسين عبد الزهرة الزبيدي

وطن الحالمين 

انا منذ أزل الكون ابحث عن وطني
وطن تزهر فيه الورود في الساحات
وتلعب الصبايا كالفراشات ضاحكات
والاطفال تملا المدارس بالغنوات
فلم اجد غير الموت
ولم اجد سوى بحرٍ من اليتامى الجياع
واخرى وجدتها فيك يا وطني
مُلئتَ بالأرامل والبكاء
كل شيءٍ فيك يا وطني
اسودٌ بلون الرماد

مالك يا وطني الا ترى بقية البلاد
تركوا الحروب وحولوها اليك
الا تتعظ الا عاقلٌ فيك يؤوب
ويرفض هذي الحروب
كم سافرت وبحثت
و رأيت البشر تبني وتسامح
الا تسامح يا وطني
من اخطأ واليك اناب
ام ان قلبك اسود كما هو لون الغراب
ملئت زهوا وتيهاً يا وطني
لماذا هذا العذاب
ولشعبك تذبح يا وطني
من القلب الى القلب
ولكني اعذرك يا وطني
فكل الطغاة تطمع فيك
وكل شر الدنيا وجهوه اليك
فمرةً باسم الدين وأُخرى رعايةً للمساكين
وتارة لرفع الظلم يأتينا المحتل
قرروا اخيرا ً يا وطني بيعك بالمزاد
وتهجير شعبك الى بقية البلاد
سرقوا كل الجمال منك يا بلدي
انت مركز الكون يا بلدي 
ولو اختل شيء فيك 
لأطبقت الارض على السماء
مالك يا وطني الا تغار من بقية البلاد
تسبح في بحر من الدماء
فلا شيء فيك سوى الحقد والدمار
تُبْ الى الله من نفسك وذنوبك 
واحضن ابنائك و ايتامك 
وعد لسالف مجدك واذكر انك موطن الانبياء
وفيك مدفون خير الاوصياء وسيد الشهداء
الا يكفيك هذا ؟؟
لكنك مسكين مالك في صنع مصيرك ارادة
بل إحتوتك الوحوش وسلبتك ثيابك 
وتركتك على قارعة الطريق تستر عورتك بورق الشجر
كأنَّكَ ابن ضرةٍ لهذا العالم العاق لبلد علمهم اول الحروف
فسلوا خناجرهم لطعنك في خاصرتك 
او رميك في بئر النسيان فلا سيارة مصر تنقذك 
ولا فرعون مصر ليتبناك 
ويجعلك مرة اخرى سيد الكون
ولا في زماننا هذا شهيد كالحسين فيك 
ليهز الكون ويرفعك للسماء

د.حسين عبد الزهرة الزبيدي –بابل –العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق