امرأة من زبد / كتبت الشاعرة / ربا مسلم


-امرأة من زبد-

لم عليَ أن أبقى سمكة في بحرك
أن أموت لو خرجت منه
لم عليَ أن أبقى صدفة
مرمية على شاطئك
أرمقك بأحلامي
دهوراً من الخيبة والانكسار

يسمع العابرون أصوات حنيني المكتومة
ولا تسمعها أنت َ
لست ُامرأة ًمن زبد
لأتمدد على ساحل ضجرك
أنتظر الريح تحمل موجك
ليغمرني
قلبي ليس اسفنجاً
ليمتص كل هذا الألم
ويبتسم لك بعذوبة جرح حين تعود
لست ُساعة رملية
لأنتظر غرورك ينزلق
فوق نصفي الممتلىء
مطمئنا ًالزمن الواهي
لستُ نهرا ًولست َمحيطاً
لأبحث عنك وألقاك
لستَ يوسف الجميل الزاهد في كنوز مصر

ولست ُزليخة
لأنتظرك تأتيني في آخر العمر
لترد البصر لامرأة عجوز
أنا نسمة
تكسرت أجنحتها
ذات غفلة
وأعرف جيدا
كبف أستعيد هبوبي وجهاتي
مرة أخرى
وأنت مجرد شجرة في صحراء
نمت تحت ظلها عمرا
لفحت وجهي الشمس
وآن الأوان لأتابع طريق المطر
عساي أضيء غيوما
في انزياح عشقي آخر
وأزف إلى حرف طليق

ربا مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق