الوغد
-------------
قال بأنه ذاهب للإتيان ببعض الطعام ، بينما بقيت أنا على حافة النهر أراقب اشتياق الشمس للأصيل ، وانعطاف القمر عن ذروة الجبل الخجول ، معدتي الخاوية إلا من حفنة كلمات ، تهاجمني ، وأنا اتجاهلها بصمت ، كما فعلت ذات صباح مع زوجتي السمراء ، عندما قالت ( لا تفارق السرير هذا الصباح ) ، العصافير تعبر نحو الضفة الأخرى ، بعضها يحمل بقايا طعام ، والآخرون
-------------
قال بأنه ذاهب للإتيان ببعض الطعام ، بينما بقيت أنا على حافة النهر أراقب اشتياق الشمس للأصيل ، وانعطاف القمر عن ذروة الجبل الخجول ، معدتي الخاوية إلا من حفنة كلمات ، تهاجمني ، وأنا اتجاهلها بصمت ، كما فعلت ذات صباح مع زوجتي السمراء ، عندما قالت ( لا تفارق السرير هذا الصباح ) ، العصافير تعبر نحو الضفة الأخرى ، بعضها يحمل بقايا طعام ، والآخرون
يحملون عيدان من القش ، رجفة غادرتني منذ سنوات تهاجمني
خلسة ، ترتعد فرائص الجسد المنهك ، قذائف القلب لم تعد كما كانت صبيحة الأمس ، شيء
ما يغزوني ، شعري يعانق البياض ، أصيب هو الآخر بخوف ارتجاف وصمت ، الوغد مازال
متدثرا بضباب الطريق ، عيناي تتشبثان أكثر بقارعة السماء ، الشمس تعلن رحلة السفر
، تتأهب للمغادرة ، عصافير المساء تحط رحالها ، صفير القطار القادم من جهة غربية
ينذر بشيء ما ، هل امتطاه الوغد ، أسررت لنفسي ، يقترب مسرعا ، داعب بعض شجيرات
قريبة ، لكنه استمر في المسير ارتعاشة رحمة ، وحده الصفير توقف عن التنفس ، ولجت
العتمة في ضلوعي ، كانت ترتطم بشظايا عظام مهشمة ، باب النزل القديم مازال موصدا ،
المعدة الثكلى تقارع الانتظار المتربص على ضفة حمراء ، صوت الوغد يكسر سكون المساء
، وأخيرا حضر ، يحمل حزمة من الورد الأصفر ، وبقايا حشائش يابسة ...
----------
وليد.ع.العايش
3/2/20166م
وليد.ع.العايش
3/2/20166م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق