البابُ الثامِنُ / بقلم الشاعر / وليد.ع.العايش

 البابُ الثامِنُ

أيُّها الفرحُ المُهاجر
مُنذُ سنيّ القَحطِ الأولى
والأيام الجدباء تِلكَ الأُمسيةُ كانتْ قاسية


وأنا أُلملِمُ بعضاً مِنْ أشلائي
لعلي أواريها تُخومَ هِضابي
وجِبال الليل المُنسكبة على ضفائرِ أُنثى خَجْلى
لا تعترِفُ بِالحُزنِ سيداً أو بِالرقِّ والعبودية
مازالتْ أشرعةُ الزورق سماويّ الألوان

تقتحمُ حَدَقةَ عيني اليُمنى
طِفلتي الصُغرى هُناكَ
على سريرٍ خشبيٍَ أحمق
تُحاولُ أنْ تُغمِضَ عينيها
بُرهة في بحرِ النومِ الهارب

عصافير جنائن خضراء تُكفكِفُ دمعةَ
ألمٍ منْ خلفِ الوجع ...
مازالَ الوقتُ يمرُّ الساعةُ تكادُ تختنِقُ
دُخانٌ أسود في كُلِّ مكان
يعلو صوتُ الشبح الجاثمِ على جُثّةِ تاريخٍ
بالكادِ يتنفس

أُمّي تهمسُ في صمتٍ
تُحاذِرُ منْ وحشٍ غَادِرْ
أيُّها الفرحُ النائمُ منْ أيامِ
داحسَ والغبراءَ
مازِلْتُ أُدغدِغُ أشرعتي

وآخر أوردتي الحمراء
أتربصُ على ضفافِ أبوابٍ سبعة
أبوابُ حبيبتي كانتْ سبعة فمتى أتيتَ ...
ومِنْ أينَ أتيتَ
فان أبوابي مُشرَعة تِعدادها سبعة ...
مازالَ سبعة والبابُ الثامِنُ قلبي  ..


وليد.ع.العايش 5/4/2016م

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق