لوحة الصرخة
هبة سامي أبو صهيون
******************************************
بينما أتجول في المعرض العالمي لأشهر اللوحات الفنية، شد انتباهي لوحة لا أخالها سوى مشهد حقيقي لحياة ليست غريبة علي.
ألوانها تضج بالحياة، ضجيج الثورة على واقعها. دنوت فدنوت إلى أن أيقنت أني أمام غضب توقف عنده الزمن، تخطاه مهملا صرخته و حنطه بريشة الرسام مونش.
أمامها، أمام لوحة الصرخة تلك لمعت دموع الكبرياء في عيني دون أن أذرفها. صرخت من أعماق أعماقي لواقعي لعربي الأليم. صرخت لكن دونما صوت. كمن يحاول كتم الألم بداخله، لكنه يتسرب رغماَ عنه الى تلك اللوحة خشية أن يقتله.
يلتحم بها و يسكنها روحاً ناقمة ويخط آهاته بصوت الغضب مستجديا اياها لتطلق صرخته.
عجبي كيف وصل ببلاد العرب الحال إلى أن تصرخ بعالي الصوت، تصرخ و تصرخ دون ان يُسمَع لها صدى. دون أن يُحَرك لصرختها ساكن!
أين "وا معتصماه" يا عرب؟! أهي حقاً في تاريخكم! أم أن فلسطين, سورية، و العراق من ملةٍ غير ملتكم ؟! لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ أهي لعنة التفرقة في زمان عودة تعصب الجاهلية الأولى! أفيقوا من سباتكم فقد طال! أفيقوا، فصرخة إخواننا ترجوكم الصحوة، ترجوكم اليقظة.
و أنتم -يا حسرتي- أخاف ما أخافه أن تكونوا قد إعتدتم النوم مع أصوات صرخاتهم، فما عاد يؤرقكم.
و حلا لكم النوم على أعتاب ما تبقى من مدينتكم. فتراكم تأبون لأي أمرٍ أن يوقظكم. مهلا، لربما أجد لكم زاوية ما مشرقة.
آآآه وجدتها، أتعلمون ما هي؟ لقد أتقنتم مهارة التطنيش لواقعِ ما عاد يحتمل معه التطنيش. فهنيئاً لكم هنيئاً.
و ها نحن نتصدر اليوم بمهارتنا تلك العالم. أين موسوعة غينيس للأرقام القياسية عنكم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق