الشاعر / حماد عجرد / كتبت سهام محمد


-----------------قصيدة و شاعر-------------------

أحبائي شاعرنا اليوم هو من الشعراء اللذين قتلهم شعرهم شاعر عرف بالزندقة و الفسق والمجون و هو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية ولم يشتهر إلا في العصر العباسي نادم الوليد بن برد الأموي و ذهب إلى بغداد في أيام المهدي وهو من الشعراء المحيدين

إنه حماد بن يحيى بن عمر بن يونس بن كليب الكوفي مولى بن عامر بن صعصعة و قد ذكر ابن النظاح بن سليمان إنه مولى بني سراة وقيل أيضا أنه مولى لبني هند بنت أسماء بن خارجة و قد كان وكيلا لها في ضيعتها بالسواد كان في الكوفة ثلاثة نفر شعراء يقال لهم حماد حماد عجرد و حماد الراوية و حماد بن الزيرقان النحوي وقد كانوا ثلاثتهم يتنادمون إلى الشراب و متهمون بالزندقة و قد اشتهر بإسم حماد عجرد لأنه كان يلعب عاريا مع الصبية في يوم شديد البرد إذ مر بهم أعرابي فقال له تعجردت يا غلام ؟ فأطلق عليه عجرد والعجردة في اللغة هي التعري وقيل أن أبوه كان نبالا بينما هو لم يكتسب صناعة غير الشعر و قد كان بينه وبين بشار ابن برد اهاج كثيرة والمعروف أن بشار بن برد شاعر فاحش الهجاء لم يستطيع أن يجاريه أحد في هجائه إلا شاعرا آخر أكثر فحشا منه الا وهو حماد عجرد 
وقد بدأ بشار بالهجاء فاستثاره عندما هجاه قائلا
نعم الفتى لو يعبد ربه.........ويقيم صلاته حماد
وابيض من شرب المدامة وجهه .......وبياضه يوم الحساب سواد
فحمل حماد عجرد على بشار فاوجع وهجاه فابدع و جعله يتجرع من كأس المرة التي كان يسقي منها الناس بالحق حينا وبالباطل في معظم الأحيان فقال فيه
ألا من مبلغ عني.........الذي والده برد
اذا ما نسب الناس.... . فلا قبل ولا بعد
ويا أقبح من قرد ........إذا غمى القرد 
دنيء لم يرح يوما.......إلى مجد ولم يغد
وقوله كذلك
ما صور الله شبها له.....من كل من من خلقه صورا
أشبه بالخنزير وجها ......ولا بالكلب اعراقا ولا مكسرا
ولا رأينا أحدا مثله........انجس أو اطفس أو اقذر
لو طليت جلدته عنبرا......لنتنت حلدته العنبر
ويذكر أن بشار ابكاه هذا القول أكثر من كل هجاء سبقه ولما سألوه عن سبب بكائه أجاب يراني فيصفني وانا لا أراه فاصفه 
لكن بشارا وان رفع الراية البيضاء أمام حماد عجرد لم ينته على هجاء الناس والتطاول عليهم والجرأة على تعاليم الدين وما سيق بشار إلى حتفه بلسانه
و أول ما يلفت نظرنا في شعر حماد قصر القصائد سواء كانت في المدح أو الهجاء أو العتاب أو الغزل إذ كثيرا ما تقتصر المقطوعة على بيتين أو ثلاثة ولا نرى في قصائده ما يتعدى باستثناء قصيدتين في هجاء بشار و مدحه وقصيدة في العتاب ومعاني حماد سهلة و واضحة أيا كان موضوعها فمدحه تقليدي ومباشر ولا تبطين ولا تصوير فيه فهو الصورة الصادقةلنفسه وحياته و مجتمعه في هجائه خاصة وعتابه و غزله و وصفه يصور فسق بعض الأوساط العباسية ولكن التاريخ لم يعطيه حقه في البحث والتنقيب وقد قتل حماد قبل بشار بست سنوات على يد محمد بن سليمان أمير البصرة سنة 161هجري أصدقائي كانت هذه لمحة عن سيرة الشاعر حماد عجرد إلى أن نلتقي مع قصيدة أخرى وشاعر آخر لكم مني انا سهام محمد ألف سلام وتحية ...محبتي وباقات الورد متابعيني الأعزاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق