رحل من هلع المشارطِ / بقلم الشاعر / محمد زياد الترك

أتذكر وأنا في حصَّة التشريح
شكل الطلبةِ الخائفة ، كنا على ما أظن
سبعة عشر تلميذاً من الجنسينِ
نرتدي قمصان متشابهة اللون والغاية
قال لنا الطبيب المشرف على تمزيق


الجثة التي ستدخل بعد قليل :
عليكم أن تخلعوا هذا الخوف حالاً
وتلقوه من أقربِ نافذة
كان صوته حاد مثل الشفرة
ويلمعَ صداه كجبهةِ سكين..
هذه الأثناء
رافق السرير الذي يحمل الجثّة
رجلان متمرسانِ على الكشرة

وضليعانِ كما يبدو من عضلاتهم المنتفخة بحمل الموت من الثلاجات
إلى جحيم المشارط..
يبدو من طريقةِ تمدد الجثة
أن صاحبها شاب متعب 
في أسلوب حياته السابقة ، وإلا كيف انتهى الأمر بجسده بين يدي تلاميذ
مقبلين على نبش بقاياه !
قبل أن يرفع الطبيب المشرف

الغطاء عن متر وثمانين سم من التشوه ، قطع الصمت صوت ارتطام
شابتين قبل نفاذ رقتهما ، بالأرض..
مع فقدان الوعي اللازم هذا
أصر الطبيب أن يخلع كامل الغطاء

عن الجثةِ ..
بصوتهِ المالحِ قال :
الآن أريد مجتهداً يفسر لي سبب الموت الذي جعل هذا الراحل ي..؟
أسرعت قائلاً :
قد رحل من هلع المشارطِ
حين أدخلوه هنا آمناً.


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق