خــالــدة / قصيدة للشاعر / ابومهدي صالح


خــالــدة 
(
احترقت سيارتها بتفجير البصرة فخرجت منها اراد النار ان يعريها ثوبها حين حرقه فعادت حياءاً الى سيارتها لتموت شهيدة الحياء والشرف اهدي هذه الكلمات لها منحني اجلالا واحترما لاسمها الخالد، فالقصيدة انتظرت خالدة ، لا خالدة انتظرت القصيدة)

............................
ابومهدي صالح


كَشَفْتُ صَدْرِي إلىٰ السّماءِ رَاضِعَةً
تَسْـقي العـراقَ حلِـيب أمّنــا مطـــرُ
اشــربْ فؤادى على روحي مكابــرةً
واعصِـرْ لفمّكَ خمراً من دمـي قـطـرُ
وَاغرسْ أظافركَ العَطْشَى لتشْـــبعكَ
أثـْـــداء مُنـهكـةٍ مـن جـوْعِـهَا غِــبـــرُ
أُمٌّ عــــراقِـــيّــةٍ انا الـتــــي ولـــــدت
مـنْ جَـوفِــها عـاقـلاً أَوْ عالـماً تـبــــرُ
اللهُ... يا بَـلــدِي أشْـقـيْـتَ وَالــدتـــي
عُــمْـرٌ قَــضَــى حســراتٌ كُلها عـــبرُ
كَـمْ تَـسْــهرُاللِّيـلَ ليــلــها مـواجـــعها
مِـنْ مـوجـعٍ في وَليدٍ موجــعٌ كـــــــدرُ
أُمّــي التي صاغتِ الابناء مسـْـــبحةً
قبْـرٌ شَـهِـيدٌ وقــبْـرٌ شَــــاهــدٌ بـــَــدرُ
أمّــاهُ يا خــير مـَـنْ بَقَـى الى وطني
فَيَقْــتلُ النَّـاسُ ما تَحـــيينَ يا ثَـــمَـــرُ
مــوتٌ وأَنْـت الحـــياة منك بعـث مدى
نجـيــبةٌ حـــرّةٌ شـــمّــاءُ يا قَـــمـــــــرُ
يَـضــيءُ مـِنْ وجــهـها اللهُ مُـعــجـزةً
أُمُّ الشَّــهِـيدِ عـجــيرةٌ هـيَ الصّـــــبرُ
مرحــى تقــول على ضــيمٍ مصاحـبةً
للجــوع اردانـهـا شــيماءُ لا صـــغــرُ
فـي وجـهها من تعــابير الله كامـــلـةً
آياتـها تُكتُــبُ الـمـرســوم ُ والكـــبــرُ
هـذي عــراقـيّـةٌ مـوصــوفــةٌ بــهــدى
والـزَّاكــياتِ عــلا مـكـانهــا الـقــــدرُ
قَصيْدَةٌ هـي أَمَّي مـــن جـــوارحـها
كتبتِ يا أنت هـــٰــذا دَمْـعـُـــنا شــعرُ
يَمــينُها جــــارحٌ يســـــارها وكـــذا
يســـارها زاد من يمــيــنـها عســــرُ
مُسْتَطْعِمٌ كان طـــفلاً من عــنابرها
مُسْـــتقْبِرٌ أيْســــرٌ مـاتوا وهـم قـترُ
فالنّـارُ تلــهبُ ثــوبـها علـــى عــجــلٍ
تعـجّـــلـتْ نفْســـها للـنّـِار مُسْـــتـتـرُ
عـــادت إلى حيثُ يغطي رأسها لهباً
حــياؤهـــا لاذ ناراً والجــوى ســـــعرُ
قــد أســدلتْ نـارهــا ثــوباً كـرامتـها
أبــتْ لناظــــرها ان يكْــمــلَ النّـظـــرُ
أأنـــت خــالدةٌ ؟ هـــذا الحيـــاء دنــا
عـلــــياء مِــنْ قَـــدمٍ في قُـــبلة البــحرُ
ياخــــيـر خالدةٍ مـامـثـْـلكِ امْــــرأةً
خيّــــاطــةُ النّــارِ من دخّـــانها خِمَــرُ
منَ العــــراقِ ســلامٌ عـفّـــةَ الوطـــــنِ
فالــرافـــدين علـيكِ ناحـــــــبٌ فـخـــرُ
تَــبــقِــينَ خـــالدةً في طِــيف عــــاقلةٌ
هـٰـذي عــراقــيّةٌ يُحْــنَى لـهـا القـــــدرُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق