لا تَلوموني / بقلم الشاعر / بشار إسماعيل

لا تَلوموني 
...

لوموا مَن أهدوني الإساءَة
وَلوموا مَن زَرَعوا في دَربي 
أشْواكاً بِبَراعَة


قُلوبهم مِن جَمرِ الحِقدِ اكْتَوى
وَكُنتُ أُواسي قَلبي بِقَناعَة
لِلطّيبَةِ مَكانة لا يَعرِفها
إلّا مَن نَشَاَ على الحُبِّ وَالطاعَة
تَلوموني وَأنتُم تَعرِفونَ
أنّي وَديعٌ وأقْوالي فَظاعَة
خَسٍئَ مَن يَتّهمني وَيَشهدُ زَوراً
وَيكون قاضِياً وَجَلّاداً وَطَمّاعَة
تلوموني يا مَن أتَيتكُم وَنَصَحتكُم
بِعتُمْ وَرَضيتُم لِأنفسكُم الصَّياعَة
تَذَكَّروا يَومَ بَكَيتُم وَقُلتُم سَلامتكَ
لا نُريدُ إلّا أنْ نكونَ سَمعاً وَطاعَة

مَرَّت الأيام وَالسّنين وَتذَكّرتُم
وقُلتُم. ما بالنا؟ لَقَد كُنّا في ضَياعَة
أهِيَ حِكاية الزَّمان أمْ قُلوبكم 
اسْوَدَّت وَأصبَحَت أقوالكم خَدّاعَة ؟
ظَلَمتُم أنفسكُم وَظَلَمتُم غَيركُم
وأصبحتُم كَعادٍ وَثَمود وَأتباعه
تَلوموني وَلَيسَ باليَدِ حيلَة
وَقَدْ ذُقتُ الأمَرَّينِ بكُلِّ أنواعه
لوموا أنفسكُم وَعاتِبوها
كَيفَ زَرَعتُم الحِقدَ وَأوجاعه
ما نَسيتُم يَومَ كُنتُم رِفاقاً

ولكنْ تَرَكتُم أمراً كانَ فَزّاعَة
ما هكذا تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وَيَوم لا تَنفَع تَوبَة وَلا شَفاعَة
أبصِروا بِقُلوبكُم وَدَعوها
تَعودُ إلى الأهلِ وَالجَماعَة
لا أخُصُّ في كَلامي أحَداً
فهذا حال الأُمّة الملتاعَة
___________________
بقلم الشاعر / بشار إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق