الرسائل الشهيدة / بقلم الشاعر / محمد تيسير الحموية


- الرسائل الشهيدة -

واستشهدت كلّ الرسائل في الحروب الجائرة ..
والحبر قد مات احتراقاً
تحت بارود الطلاسم 
والمعاني العاهرة ..
ما ماتت الكلمات فيها ..
فهي باقية في روضة الرحمن ..


تنتظر التلاقي لهفةً
في خافقينا والدموع الصابرة ..
لا تبكِ عينك يا سعاد ..
لا تجزعي ..
فالعمر يسترقُ الأماني
من ثغور البيت ..
من أنقاضِ أحلامٍ تقوم كأنها بعثٌ جديدٌ ..

وانتفاضٌ للأماني العاطرة ..
كل الحقائق في بوح الرسائل..
تستكين ..
لكنها منقوشة رغم احتراق رسائلي..

على ضوء الصباح ..
وفي ليل الحنين
وفي النجوم الساحرة ..
منقوشة في تربة الأجداد و الأمجاد ..
في سحُبٍ تزغرد فوق سطح الدار..

تحلف لي وتمنحني يقيناً 
أنها يوماً ستأتي ماطرة ..
تلك الحقائق يا سعاد ..
تفوح من عبقٍ يغني طيشَنا
وجنوننا في عتمة الحارات ..
في خطوات عِشقٍ ..

في معنى ارتيادنا لمطاعمٍ
كُنا زبائنها لنأكل بعضنا ..
ما كان في تلك الأماكن يُشبع عشقنا كل الطعام ..
عيناك أطيبُ وجبة للروح ..
تسري في شراييني ..
فترويها ..

كما تُسقَى حقولُ الوردِ 
بمياهٍ زُلالٍ هادِرَة ..
إن الرسائل لم تمُت ..
يا حلوتي حتى وإن مِتنا ..
حتى وإن قتَلَ الزمان صدى أعمارنا ..

إن الرسائل عمرها أطول ..
فماضيها سعيدٌ ..

-إن قسى الحاضر -

لكنّما تبقى 
بآفاق التأمُّل والتجلي ..
من ويل الحرائق..
من رماد الحبر والأوراق ..
سوف تبقى مُدية مغروسة في القلب والوجدان ...
سوف تبقى مدية مغروسة في الخاصرة ...

محمد تيسير الحموية


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق