عن عاشقة
........................
وأنا أحفر بأظافري عروق الرخام المدد على صدري
تذكرت كيف كانت تنزف خاصرة الوردة
التي نسيت أن تتركها على وسادتي
تذكرت أنين المتسولين بالشوارع الفارغة
........................
وأنا أحفر بأظافري عروق الرخام المدد على صدري
تذكرت كيف كانت تنزف خاصرة الوردة
التي نسيت أن تتركها على وسادتي
تذكرت أنين المتسولين بالشوارع الفارغة
تذكرت الحدائق العارية من عشبها
ودارنا القديم
والهرة النائمة بفناء الدار
وبركة الماء التي تنتظر القطع المعدنية المحتفظة بالأسرار
قارورة الغاز الفارغة التي لم تجد من يشعلها
بابنا الخشبي والنوافذ المقفلة على قصص الحنين
خطواتك العجولة التي لم تلحق القطار
الإجهاض الذي عانت منه أحلامنا
وتنهدات البرد الذي ينام بقلبي
واللمبة التي كسرتها قبل أن تنير دربي
قصصنا المنشورة على حبال الوجع
وأشعارنا التي ضاعت بالحرب
من يرجعني لذاكرتي ؟
وأنت ذاكرتي المفقودة
لازلت تلك العاشقة التي تعرف كم عدد نبضات قلبك
وما لون الزغب بأسفل كتفك
وما عدد أزرار قميص الأزرق
لم أنسى أجراس السبت الحزينة التي لم تقرع بعرسنا
وتراويح القرآن بأخر ليلة القدر ودعاء زوجتك المخدوعة
والبراءة بعيون طفلتيك الجميلتين
ودموع شجرة الكينا والصفصاف وهي تنحي تحت فأس الضلال
وتلك المسنة العجوزة التي كانت أمك التي تصلي لك بدار المسنين
أي رجل أنت ؟
من أولئك الجنود ذوي بجيوبهم المثقوبة ويغنون للنصر
والقطط الهاربة لخارج البلاد
لم أسأل أمي عن سر مدفأتنا المنطفأة
أعرف ليس لدينا حنين ولا أشعار
رغم شفاهنا المحمرة من شدة الحب
لا أغرف ما فعلته بنا ثمار حبك اليابسة
ظننت أن موتي مؤقت وحتفي مؤجل
رغم كل من ماتوا قبلي
لولا صور نسائك العارية النائمة بقصائدك
ما تذكرت أنني أحببتك يوما"
لم أنسى تلك الجبال التي انهارت
وأسقطت الشمس ببركة الماء وبعثرت الأقدار
كل ما أذكر
لازالت الظلال تصنعنا ولم يعد لنا ظل
لازال القمر الحزين يمسك بقلمي
ويملأ محبرتي
ولا يتركني خائفة
......................................
26 _ 2 _ 2016 {جانيت لطوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق