رائحةُ النارِ والطينِ والقصب (نص سردي )
===================
أهربُ..من ماذا ..الى أين ..!
في الظلمةِ تحسستُ مكانٓ جسدي ,, الارضُ باردةٌ,, الرطوبةُ كثيفةٌ ..كلُ مافي المكانِ
===================
أهربُ..من ماذا ..الى أين ..!
في الظلمةِ تحسستُ مكانٓ جسدي ,, الارضُ باردةٌ,, الرطوبةُ كثيفةٌ ..كلُ مافي المكانِ
متهريءٌ ,, في طريقه للزوالِ ..
رغم ذلك , كنتُ اتنفسُ بحيويةِ من يولدُ لتوه ..
في هذه الظلمةِ المشرقةِ ,, كنتُ حراً حريةً مطلقةً..
هذه العتمةُ اعشقُها ,,اجدُ فيها الالفةٓ التي افتقدُها ,, في بيتي ..في الشارع ..
وحيثما كنا .؟
ساوقدُ النارٓ ..
بدا المكانُ بانقاضهِ ,, برائحةِ التبنِ والطينِ المتصاعدِ منه كجسدٍ حي ..
رائحةُ النارِ تتفاعلُ مع الطينِ والحصيرِ ,, تثيرُ في النفسِ احساساً ..
ان شيئاً ما يولدُ ويتنفس ..
لقد بُعِثٓتْ الروحُ في هذا المكانِ المتهدمِ ..الغرفةُ حمراءٌ ..كأن دماءاً تجري في عروقِها ..
احسستُ بدفئٍ لذيذٍ يسري في اجزائي ..قربٓ النارِ ,, اشعرُ ان العالمٓ يختفي وراءٓ هذه
الطمأنينةِ ..واني في هذه اللحظةِ بالذات ..اشكلُ حقيقةً
اخرى ..
التصقُ التصاقا صريحا بالطبيعةِ ..لاول مرة ادرك ُحرارةٓ الوجودِ..
التصقُ التصاقا صريحا بالطبيعةِ ..لاول مرة ادرك ُحرارةٓ الوجودِ..
ادركُ اني امتداداً للترابِ ..للنارِ ..للصوتِ ..للريح العاتيةِ في الخارج ..
ثم لحمي الملتصقُ بين السماءِ والارضِ....
بهذا القربِ الساخنِ ..اعايشُ الاحداثٓ ..
=======================
مهدي سهم الربيعي .\العراق\
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق