ديوان لا ضوء إلا بسمتك للشاعر محمد الدمشقي

 

السير على صراط الحلم للوصول الى الأمل قراءة في ديوان لا ضوء إلا بسمتك للشاعر محمد الدمشقي
بقلم : ناظم ناصر
24\10\2015
( أيها الأمل المنبثق من الابتسامة كزهرة نرجس حزينة خذني إلى الحلم الذي أتيت منه )
 هذا ما يود أن يقوله الشاعر محمد الدمشقي  جاعلا من الابتسامة فنار الأمل الذي يدله إلى بر الأمان 


إن روح الشعر الحقيقية تتجسد بوجدانية الشاعر و ما يشعر به تجاه الواقع الذي يحياه و بتجاوز حدود هذا الواقع و ما فيه من قيود و خراب ودمار من خلال رؤيته ورؤياه إلى عالم أكثر إشراقا و إنسانية
لذا نجد في هذا الديوان أشكالاً مختلفة من الأداء الشعري الذي سكب فيه الشاعر موهبته معتمدا على لغة شفافة  ابتكر فيها المفردات و الصور و نحت كلماته من ألمه جاعلا منها مشعلا يضيء الطريق ...  فمنح صوره في القصيدة أبعادا دلالية متنوعة ممتدة قابلة للتأويل , فحلق في آفاق كثيرة يمكن للمتلقي أن يلمسها من خلال القراءة الأولى إذا جعل الكلمات تلامس روحه و قلبه .. و نزع عنه كل أفكاره المسبقة
فالشاعر يفرش روحه من خلال كلماته حتى في قصائده الوطنية نجد وجدان الشاعر ينطق بما هو أكثر من ذلك  فرؤية الخراب والموت والدمار لا تمنع الشاعر أن يحلم بل الحلم هو الهجوم المقابل على كل هذا الواقع بقسوته وما احتواه من ويلات وآلام لأن الحلم هو الأمل وهذا ما نجده في قصيدة انكريني وقصيدة لا ضوء إلا بسمتك حيث تعمد الشاعر أن تكون هاتان القصيدتان كعزف سوناتا في ضوء القمر بترنيمات روحية تزخر بكل صور الحب جعلا من كلماتها كقطرات ندى تتلألأ مع الفجر فرغم ضجيج الحرب يمنحنا الشاعر الشعور بالدفيء والحنان رغم أن الوطن أصبح كحقيبة مسافر فيقول في نهاية قصيدة لا ضوء الا بسمتك
سيكتبني الخلود
الحب سوف يسود
و لو قص البعد أجنحة اللقاء
سنسمو فوق غربتنا
و يبزغ  فجرنا الموعود
لذا هو بين نبضتين يضرب لنا موعدا مع الغيم ليتجنب حيرة الشموع  التي ترقص على شفا الانتظار راسما للفجر أجمل الملامح حين يتنفس الصبح على نغمة الأزهار والشاعر يحول حتى الدموع التي في العيون الى كلمات تبعث على الأمل
يسير شاعرنا في درب الحنين عازفا لحن الخلود ... فهو العاشق الذي منحته سكراته حفيف اقتراب ... و رغم أنه مسافر بلا عنوان فقد تحدى اللعنة الخرساء ، و أصر على الأمل فقال : سنرجع يوما إلى لحننا ,,,  و رأى في نظرة الحبيبة حقول أحلام فناجاها : أترحلين ؟ ... كيف و أنا سجين عينيك يا عسلية العينين ؟ ... ثم صرخ صرخة العاشق و قال لحبيبته : لا أنام .. نسيت أن أنساك .. ودع أنينه و أنبتته ذاكرة الموج لكنه بقي على الوعد و أصر على الحب و الوفاء ، و أعاد المياه إلى مجاريها بقبلة حياة ليكون العيد وفاءً أبدياً و ( كل عام و أنت حبيبتي )
حمل شاعرنا هموم وطنه و أينما رحل كان وطنه في حقائبه .. مر على الجراح و راقصها و أكد لهذا الطفل النائم بأنه ليس طفل السراب و بأنه سيغدو سعيدا
أهم محاور الديوان التي اعتمد عليها بترابط جدلي هي الوطن الحب الأول و الأكبر و المرأة الحلم والحب والقصيدة الأمل والحب والوطن
أما بناء قصائد الديوان فقد اعتمد على الصورة الشعرية من خلال الانزياحات الدالة على مدلولات كثيرة قابلة للتأويل  و مستخدما هذه الصور كإيقاعات مقتربا من قصيدة التفعيلة في بعض الأحيان لذا الديوان يقترن بالجمال شكلا ومضمونا رغم مرارة الألم التي نجدها كغصة في الحنجرة

تقديم : ناظم ناصر


ديوان لا ضوء إلا بسمتك

للشاعر محمد الدمشقي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق