مُذْهِلَة/ بقلم الشاعر /سَائِدْ أَبُو أَسَدْ

مُذْهِلَة

وَرَمَقْتُ
فِي وَجْهِ الحَبِيبَةِ
يَاسَمِينَ الكَونِ
تَخْتَصِرُ الرَّبِيعَ بِخَدِّهَا
مَا أَجْمَلَهْ !!!!
وَأَهِيمُ فَيهَا
إِنْ مَضَتْ
وَتَشُدُّنِي 
وَهِيَ مُقْبِلَة
إِذْ مَا تَوَسَّدَ 
رَأْسِيَ المَهْمُومُ
مِنُهَا ذَرَّةً
حَتْمَاً
تَكُونُ الزَّلْزَلَة
عِشْقِي اسْتَبَاحَ
فُؤَادَهَا وَاحْتَلَّهُ
حَصَدَ الثَّمَارَ جَمِيعَهَا
وَمَضَى وَأَعْمَلَ مِنْجَلَهْ
وَلَثَمْتُ مِنْهَا عَاتِقَاً
مِنْ مَرْمَرٍ فَشَمَمْتُ
عِطْرَ قُرُنْفُلَة
قَلْبِي بَدَا 
صَعْبَ القَيَادِ
لَكِنَّ حُبَّكِ يَا شَآمِي
ذَللهْ
كَالنَّارِ تُضْرَمُ
لَيسَ يُطْفِئُهَا الجَوَى
لَمَّا ذَوَتْ 
قَامَ الحَنِينُ
فَأَشْعَلَهْ
لَمَّا هَتَفْتِ
أَيَا أَنَا
مَا عُدْتُ أَشْكُو مِنْ
مُغَالَبَةِ الهُمُومِ
تَلَاشَتِ الأَسْقَامُ
مَا عُدْتُ
أَخْشَى أَنْ 
أَخُوضَ المُعْضِلَة
وَلَقَدْ جَعَلْتُكِ
وُجْهَتِي
وَخَتَمْتُ فَيكِ
المَرْحَلَة
جُودِي عَلَيَّ
بِبَسْمَةِ 
تُحْيِي المَوَاتَ
وَتُنْسِينِي كُلَّ 
الهُمُوم المُثْقِلَة
أَرْجَاؤُكِ الثَّكْلَى
احْتَوَتْنِي فِي
تُرَابِكِ حَبَّةً
فَسَقَيتِنِي حُبَّاً شَفِيفَاً
ورأيتني كَالسُنْبُلَة
يَا جَنَّتِي 
سُلِّي سُيُوفَ
عُيُونِكِ الكَحْلَا
وَخُذِي دَمِي
قَدْ ُتْقُت 
تِلْكِ المَقْتَلَة !!!
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ
هَذَا اليَومِ أَنْ عِشْقَكِ
قَدْ تَمَلَّكَ خَافِقِي 
حَتَّى الوَلَهْ
تِيهِي دِمَشْقُ حَبِيَبِتي
تِاجُ المَدَائِنِ كُلِّهِا
فَالثَّائِرُ المِغْوَارُ 
أَوقَدَ مِرْجَلَهْ
لَمَّا انْتَفَضْتِ عَلَى
الطُّغَاةِ اخْضَوضَرَتْ
كُلُّ العُرُوقِ الذَّابِلَة
فَابْعَثْ سُيُولَ الخَيرِ
يَا بَرَدَى 
وَاجْرُفْ غُزَاةَ الشَّامِ
لَحِّنْ قَرِيضَ النَّصْرِ
وَادْعُنِي ِلأُرَتِّلَهْ
الفُرْسُ قَدْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
وَأَظْهَرُوا أََنْيَابَهُمْ
وَإِنَّنِي مِنْ يَومِهَا يَا مُهْجَتِي
حَدَّدْتُ سَهْمَ البَوصَلَة
لَا تَنْظُرِي نَحْوَ الدَّمَارِ
تَطَلَّعِي نَحْوَ السَّمَا
يَومٌ قَرِيبٌ قَادِمٌ
سَيُكَبِّرُ الأَمَوِيُّ 
بِالنَّصْرِ المُبِينِ
كَمَا نَرَى
زُمَرَ المَلَائِكِ مُنْزَلَة
وَسَتَعْرِفُ الأَفْلَاكُ
يَومَاً أَنَّمَا جَذْرُ الوَفَا
أَرْضُ الشَآمِ
وَيَعْلَمُ العُشَّاقُ
كَمْ هِيَ مُذْهِلَة !!!!!

سَائِدْ أَبُو أَسَدْ



شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق