الـراحـلـون / بقلم الشاعر // فؤاد الحسين

الـراحـلـون
ــــــــــــ

يا راحـلاً في صدورِ المُهـجّرين
أينَ تركتَ وصيتكَ الأخيـرة ؟
كلُ الجدرانِ ركبتْ في حقيبة
لا تتوقف عند جنديٍ يسلبُ الذكريات
قد يُجبرك على العـودة 
تحتَ تهديدِ الدمـوع
و يسألكَ قوتَ يومٍ طـــويلِ البارود
لم يقرأ فيهِ رسالة طفلتهِ التي لا تعرفه 
و تـمـوتاّ مـعاً
روحـك....و جـسده !
يا راحلاً في حلمٍ و غصن
تجُركَ فراشاتُ اللقاء
سيمطر الأملُ حـدَ النشوة
و تقيمُ الألحانُ حفلها الأخيـر
فـوقَ رقصكَ المؤقتْ
و تحتَ تأثيرِ نهايةِ الطريق
لا تُمارس حـقَ الصدمة
حينَ تسمعُ قـرعَ الزغاريد
و ترى كـفنَ الزفافِ 
يلـجُ في سردابِ القهر
.......موشومٌ على معصمِ الشرق 
(يدكَ لا تتـسع....لـوردةٍ و حبـيبة)
يـا راحـلاً في طريقٍ أبيـض
على متنِ غيمةٍ حكيمة
لا تسألها المطر في كلِ مكان
التقدير لمن هـمسَ .....فـكـانـت
و لا تهبطْ بها حيثُ يُلوحُ المتسلقون
فالأنقـياءُ يولـدونَ بأجنحة
أو تُقلهم ملائكـةٌ كالصباح
و غربان الظـلام معلَقون
لا تـجذبهـم السـماء 
و لا بـترابٍ يُحمـلون....
يـا راحـلاً في لوحةٍ مُبتسمة
لا تتحسس الألوانَ بمقدارِ ذهـول
قد يمتدُ الأخضر لمستوى عينٍ لا تتقنـه
و تتفاعلُ الجـينات كماردِ رماد
فتجردُها من ربيـعها
و تصادرُ حـقَ الريشة 
بالظهورِ على منصاتٍ التصفيق
حينـها تتبادلانِ النزيـف 
بوعـاءِ الأشياءِ الباليـة
فلا أضواءَ تُشيـر 
و لا كفوفاً يطرقها القـدر
يـا راحـلاً في كتابِ الحـياة
قد تُعجـبكَ صفحةٌ بدون رقـم
و يمتطي رأسك داءُ الحـيرة
أتمضـي و تـقفدُها ؟
أم تـبـقـى ...
و تُدفـن بـلا عـنـوان....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق