اوراق التفاوض / بقلم الشاعر / محمود ابوعياش

اوراق التفاوض
****
هل تسمعُ الأوراقُ 
صوتَ الأرضِ 
تصرخُ أيها الحبرُ الأصمُّ 
كفاكَ قد ضيّعتَني
بِكرًا تفرّطُ بي توقّعُ بائعًا 
هذي البقيّة ,,
أنا حائطُ المَبكى 
يُقالُ !!
أقولُ والقدرُ " البراقُ "
فمَن يؤرّخُ يا مواجعُ
للقضية ,,
أنا سترةُ الشيخِ 
الجريحِ ورسمُها 
يشكو اخضرارَ دمِ
التألّمِ 
صابرٌ 
لا بل تألّمَ 
ثائرٌ 
لا كم تظلّمَ 
والخطابُ الفصلُ 
للروحِ العصيّة ,,
بعضُ الجراحِ لذيذةٌ 
رغمَ التأوّهِ ..
فانخراطُكَ بالترابِ 
يجدّدُ العهدَ المقدّسَ
والسماءُ عليه تهرقُ دمعَها
فتعودُ ضاحكةً عيونُكَ 
حين تلمحُ وجهَها 
عاشت فلسطينُ
الأبية ,,
قل للجليلِ اللدُّ 
صابرةٌ وناصرةُ التجلّدِ
سل مثلّثَنا 
وضفّتَنا البهية ,,
سل شِعبَ غزةَ 
عن ثباتٍ أزعجَ 
الغازين أرّقهم 
على أطلالِ حيفا 
سورِ عكا
نكهةُ الجزّارِ أحمدَ 
لا تفرّطُ بالهُويّة ,,
يافا وعكّا إن أتانا الليلُ
ترتجفانِ 
تحتضنانِ بعضَهما 
وتلتقطانِ أحرفَنا 
التي لبست ثلوجَ 
الخوفِ 
أختي مَن لنا 
فتردّ في ثقةٍ 
لنا 
يا أختُ 
ليثُ البندقية ,,
عشرونَ عامًا والقضيةُ
لم تزل في قبضةِ 
اللاشيء لا إنجازَ 
مترٌ لم يعُد 
كرياتُ أربعُ قهقهت 
فاليوم إسرائيلُ قد صارت 
قوية ,,
عشرون محبرةً 
وأوراقُ التفاوضِ لم تزلْ
تلهو على ظهرِ القضيةِ 
صائبٌ هذا قرارُكَ 
خائبٌ ,,
طوقانُ أرّخَها قصيدتَه " استريحوا "
سيدي 
أسَفي لقد فات الأوانُ 
ولم تعُدْ معَنا 
"
البقيّة "

محمود ابوعياش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق