الى شهداء الوطن وشهداء التفجيرات سوق مريدي والشعلة الأخيرة / كتب الشاعر /عبد الزهرة خالد

الى شهداء الوطن وشهداء التفجيرات سوق مريدي والشعلة الأخيرة ٠٠ ٢٩-٢-٢٠١٦
----------------------------------------------
ترفق أيها الموت٠٠
هذه الرقاب النحيفة ٠٠ وخواصر الأبدان النحيلة أصابها وحش الجوع ٠٠ والأضلاع الملوية غادرتها القلوب المفعمة بالطيب وعبير الإنسانية ٠٠
ما وددت أن أعيب عليك ولم أكن شامتاً لقد كنتَ من السماء منفياً وبقى هناك الخلود ماكثاً٠٠


نزلت الى أهل الأرض مطروداً تبلع الأجساد والأرواح بلا غصة وما همك النوع والكمية٠٠
سؤالي الوحيد - أيها الموت - ظل يرافقني مع نشرات العاجل في الأخبار اليومية كم تهوى الأحياء الشعبية ؟!! ألا ارتويت من دماء الفقراء ؟! أما أكتفيت من أشلاء الأبرياء ؟! كدت كالطفل عندما يلهو بتقطيع دميته٠٠
وأنا أتسكع في شوارع جرح بلادي ٠٠ ونجيع الحزن ثياب الأمهات ٠٠ لم يعد للصبح النسيم 
غير الدخان والأهات٠٠ والقلب يشكو الأنين الظاهر للعيان فوق صدور الثكلى كالنياشين ٠٠
أقفز كل مرة مع ضميري عن طفلٍ يبحث كالعصفور عن غصنٍ كان يحمل عشه٠٠ وما في الروضة زنابق وزهرات ثياب الأطفال إلا شتلات الغم بعطر اليأس من سرادق تقرأ فيها آيات القرآن ٠٠ 
وقافلة تروح والأخرى تجيء٠٠ وأقول سينتهي مسلسل التجنيد والتسقيط ٠٠ سيصبح كل شيء على ما يرام ٠٠ كدتَ تكون يا أيها الموت مجرد حقنة تخدير في الوريد أو مجرد علامة إغفاءة تغطي الجفون ٠٠
أما سمعت أحد زبائنك ينادي على بضاعته ولا يخشاك ٠٠
أما سمعت ضحكة طفلة تفتح قطعة الحلوى ، همت تقبلها ولا تخشاك ٠٠
أما سمعت قهقهة عجوز مع عكازته في جيبه بقايا من دنانير تقاعده ولا يخشاك٠٠
كلها - ثق بمن أرسلك - تأتي إليهم ولا يخشوك٠٠
هكذا أنتَ تدور فينا ولا نخشاك ٠٠ 
لو كان فيك خيراً لبقيت هناك ٠٠
فهناك الخلود خالد ٠٠
وأنت تبحث عن بيوت الفقراء٠٠ وتبقى مع الفقراء والى الفقراء ٠٠
دعني لا أكن صادقاً ٠٠ 
لا أحد يتحداك ٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠ عبد الزهرة خالد // البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق