(( فـي الآتـي ))
ــــــــــــــــــــــــــــ
أبي
أترى يا أبي
تلك حدائق المستقبل
الميتة على شواطىء الفرح القادم
تعس يحتسي بمقصه
أعواد أحلامنا الغضة
و خريف طائش يمتشق بذراعيه
كل مسافات الأمل المزمنة
أترى بالون العيد الحزين .. الآن
كان يعبر الخدود الحمراء
الملامسة للخجل
و الآن يعبرها بظل رماده الهائج
و يكبر ممتصا فستان الشمس
تحته مئات القلوب البارده
تنزوي محشوة بالألم .. تتكسر كالزجاج
و الغناء تحترق نوتاته
بشريعة الضجر ..
أيذكرني الوداع الجائع
من أزل الزمان و أنا أعد نفسي
أن أربض فيها كل ضباب يتسلقنا
لأرسم الفراشات على أغصان صدري لحنا
و أطلق سراحها للمحرومين
إنما أوراقها تخثرت بجوف أقدارنا
و أرخت جدائلها على أكتاف أيامنا
حتى لفحات أمهاتها
أضحت عجائز يابسة على عشبها الأصفر
لا تقوى على تلفيح أهداب وردة
أمام رياح الغياب ..
غادر أقدامك لتسكعي يا أبي
إني أستيقظ في كل خوف باكرا
كي أجمع دمع الأطفال.. قبل موته
لأخبئه للربيع لونا .. يزيل صمت سرابه
إني أستيقظ في كل خوف باكرا
كي أجمع دمع الأطفال.. قبل موته
لأخبئه للربيع لونا .. يزيل صمت سرابه
و ما جمعت إلا آثار ثياب
و أنت ما زلت تلهث
من حطام لسعال لجوء
لئلا تلتقي برهة مع نفسك
ماذا سأقول لشهداء الحبر الذين سبقوني ؟
كيف سأشفى من حب البلدان
و أطالب بالكل أو لا شيء
و الشرق فكره مختلف
أمسى أحذية بأفواه آثمة
لا تبالي من تدهس للعبور ..
غادر إلى عيني الشاحبة يا أبي
و في دفتري المرهق
من عقوق النسيان
و في دفتري المرهق
من عقوق النسيان
خصلات شعر لحبيبتي إبنة نيسان
و سنابل ذهبية
من عرق جبين الفرات
و العديد من خيوط شرايني
انسجهم لي خيمة صالحة
تأوي نوافذ أجسام المشردين
من وحل الأيام
و تعال إجمع فتاتي المبعثر
من أرصفة الهجير
قبل أن أُكتب قصيدة رحيل كالآخرين ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق