القتل بطريقة سرية للغاية / بقلم الشاعرة / ميلينا عيسى



القتل بطريقة سرية للغاية

في ذلك المكان جلست
مع ظلي
سألته للوهلة الأولى عن
لغة القبل
عن صدق كؤوس الدمع
الأخيرة
عن نبإ يهدد نجاتي
يحول ضجيج حياتي 
إلى صمت يتوه في سراديبه
كرغبتي في الوجود وعدم
الوجود
...................


في ذلك الاحتضار
أغلقت دفتري
ورميت آخر عش صغير لي
في سلة ورق
لأحلم بزواج النحب
بقتل كل عاشق لحسناء
فقدت حقيقتها في رماد البحار
المنثور على كفن الغروب
....................

دعتني الآلهة للرقص
فأبيت الانتحار
أجبرني البرابرة العيش
معهم
الصلاة كل مساء
وداعا للبكاء
وداعا لقيودنا الجميلة
وداعا لمن وهب نفسه للطفولة
.....................

خاطبتني الصحيفة لأغفو قليلا
فوق أكمامها
فحلمت بأصابع تثقب جبهتي
تسرق الكمادة الحانية فوق جراح 
القهر
فوق جنين عرف أنه يتيم
كخيط شمس يحترق
أنه قطعة لحم تكتئب على
أرصفة الشوارع
تكنس الحب كاحتساء
الصيف لحبة مطر عابرة
...................

تعالى لون الضجيج
تماوج على النحاس الأحمر
صلى للشتاء كثيرا
ليد طيف أيقظني بمرارة
همس في قلبي وبكى
ضميني!فطفلك ضاع
لا تحزني إن بات عالمك
المسحور بعيدا
مهددا بالأنين
بكلمات رعاة فقدوا القطيع
في منتصف الطريق
.....................

غرق أولادي في السراب
فقدت البصيص الأخير لثوب
زفافي
ابتهلت وجدا للإله
أين طفلي
أين طفلي؟!
تيبست قبلات وداعه على
ضفاف شفاهي
.....................

قتل شجيرتي المسكينة
برحيل عالمه
كسرت ريشتي التي اعتادت
الرسم في كل عزلة
لوحة لصورة وجه ينهرني 
دائما:
اقتليني يا حبيبتي
فموعد الرحيل قد بات قريبا

ميلينا عيسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق