جوع في مدينتنا.. بقلم الشاعر علي الحسين


جوع في مدينتنا

يأس|
قبل أن يثقُبَ الهواءُ آخر دالية في الحي
ويُصبح القزُ عارياً 
بعد رحلةِ الكِساء الطويلة 
هاتِ آخر كف مِن القمح 
نلطمُ بهِ وجهَ السماء 
لعل الغيوم تحبلُ عنِ الأرض
ويسقطُ الرغيفُ مِن حسابات الذُنوب
عاقِر هذا التُراب 
كرمل عبثي الوجود 
لا ينبت فيه إلا السراب..


تقمص||
السُعال يقضُ مضجع الليل 
قصبات أنفاسي ملتصقة بالنافذة 
أراقب الهِلال لعلهُ ينزل 
فأنا منذ زمن أسمع عنه 
رسول برِداء أحمر 
يبادل الدواء بالهواء
كلاهُما يطيرُ في الصباح 
ويصعد هو ثانيةً لتكليف جديد

تضّاد|||
في مدينتهم الجوع بكاملِ حيرته
كيف يمشي الأرز في الطرقات 
وينثر على مواكب الأموات 
على نقيضنا المخجل
القِططُ في الحي بجاهزية كاملة 
فشيخنا أعلنهم صيداً يوازي السُمن 
الفرق بينهما ريش 
وتباعد بسيط بين الأسماء

تمرد||||
البرد أرفع من شقوق المسامات
كأن الشتاء متحالف مع لصوص الحطب
الباب مخاصم غرفتي اليوم 
الصدأ يعقِرُ خاصرته
ما زال مصراً على كأس من الزيت
كيف أقنعه بأن المسير لخطوة 
هو خارج حسابات السقوط 
اواسيه بغصن زيتون أجرد 
حتى ينتهي الاضراب بوعد دون فعل

انسحاب|||||
بعد عام مِن الحصار 
لم تقبل القبائل فكَ شُعبها علينا 
الأشجار في انقراض 
الحشائش إلى زوال 
والعصافير في السماء الثانية مِن الخوف
اتركوا لنا طريقاً فرعياً واحداً
يصلنا بالمقبرة
حتى نكرم بعضنا 
ً ونحسد من سقط في البداية 
وحظي بلوح وغطاء 
قبل اندلاع الحريق....


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق