مرفأ العمر / بقلم الشاعرة / هدى الهرمي


مرفأ العمر

عند طاحونة الأحلام
زمن غابر عتيق 
مظلات ذاكرة منفية 
تستلقي في جعبة الأيام 
لتتسرب سحب داكنة 
في فجوة النسيان
كدخان يعتصره بركان رماد ....


لمن تدخر ثوب الامنيات 
فتسابق الريح العاتية 
الى متاهة غامضة 
و أنفاس مثقلة بعبء الوقت 

تلقنها عاصفة الظنون 
لتهتك أسرارك المتشردة 
فيتدحرج العويل 
كالتجاعيد فوق جلد ناعم 
و وشم ناطق على جبين مضيء ...

هناك فوق سفوح الألم 
تنتصب عروش بالية 
تضاجع تلابيب القسوة 
لتندف من رحم الغربة 
اطيافا دنستها شطآن المعصية 
تحاصرها ذنوب متلاطمة 
وتطعنها مخالب الخديعة ...

ترى هل في سراديب الهاوية 
مغاور شيدتها سواعد الرحمة 
و ينابيع سلام طازجة 
تسقي فاكهة القلب 
تتأبط أعمدة السماء
لتلقح الفضاء الشاغر 
بشهقة وجد طريح
يتشبث بتعاويذ النجاة ...

طوبى لركوة الخفق 
حين تلثم خدود الشمس 
ليطوق النور خاصرة الافق
كتميمة معلقة فوق ترائب الروح 
يتبعها ظل ازرق متوهج 
يشتت أنظار الوجع الآثم 
لتستقر الأضلع المنهمكة 
عند مرفأ آمن... يجدد خلايا الحكاية 
وينحت ملحمة ... * إنسان *


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق