المعرفة / كتب الأديب أحمد سرور

المعرفة


الأمم لا تتقدم و لا ترتقى بدون المعرفة و العلم . و المعرفة لها وسائل منحها لنا الخالق عز و جل .و أنا أتحدث هنا عن وسائل المعرفة أى كيف نتعلم؟


و كيف نكتسب الخبرات ؟و هل الخبرة و المعلومات التى نكتسبها تكون بالعقل عن طريق الاستنباط و الاستدلال أم أن خبراتنا و معرفتنا تكون عن طريق الحواس الخمسة (البصر و السمع و الإحساس و التذوق و الشم )؟

عندما بحثت فى هذا الموضوع وجدت أن هناك ثلاثة مذاهب فلسفية 
مذهب عقلى يعتمد العقل وسيلة أساسية للمعرفة ينكر الحواس و يعتبرها خادعة (كما يحدث فى المنام فنظن نفسنا فى الحقيقة -و نحن نرى الشمس صغيرة لكنها أكبر من الأرض بكثير فى حقيقتها).
و مذهب تجريبى يعتمد الحواس الخمسة وسيلة رئيسية للمعرفة؛ و ما العقل إلا أداة يتعامل مع ما يأتى إليه عن طريق الحواس .

و مذهب يجمع بين الرأيين فيعتمد العقل و لا يغفل الحواس الخمسة .
و المذهب العقلى رائع فى التعامل مع الأخلاق و فهم الدين و أكثر عظمة فى الأمور التى لا إجابة علمية أو دينية لها .
أما المذهب التجريبى فهو مبدع فى علم السياسة و فى العلوم التجريبة فاستخدام العقل وحده مع إغفال التجربة الحسية تسبب تأخر العلم التجريبى من الفيزياء و الكيمياء (كان العلماء قديما يظنون بعقولهم أنه يمكن تحويل المعادن الغير نفيسة من نحاس و حديد إلى ذهب ، لكن التجربة أثبتت خطأ هذا الرأى ).
علينا أن نعرف كأفراد متى نستخدم عقولنا و متى نستخدم التجربة .

أنا شخصيا قبل دراستى لهذا الموضوع كنت اعتمد على عقلى اعتمادا كليا و كنت أغفل التجربة الحسية فما اقتنع به عقليا أنفذه و ما لا اقتنع به استبعده.
لكن بعد دراستى لمناهج الفلسفة فى مبحث المعرفة تعلمت أن العقل وحده لا يكفى للحكم فى كل الأمور و صرت أجرب أمور يقترحها غيرى لا أقتنع بها عقليا لكن التجربة تثبت صحة رأى الآخرين رغم أن عقلى رفض ما يقولون فكانت الفائدة .

نحن نحتاج كأفراد و مجتمع أن نعرف متى نستخدم العقل فقط و متى نخضع الأمور للتجربة الحسية .حتى نرتقى كمجتمع و أفراد و نبدع فى تقدير الأمور .
بقلم أحمد سرور

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق