وراءَ السعادة / كتب الأديب / سليم محمد غضبان

وراءَ السعادة


يعتقدُ البعض أنّ السعادةَ و راحةَ البال تأتي من الإكتفاءِ بالقليل من كل شيء. و بذلك، فهُم غير مستعدين لتكليف أنفسهم بمهماتٍ كبيرة، أو الإستزادة من العملِ و العلم، مكتفين بالإلتزام الديني.


يا سادتي، الإلتزام الديني لا يحتّم عليكم الإمتناعَ عن العملِ من أجلِ مستقبلٍ أفضل لكم و لعائلاتكم و للمجتمع الذي تعيشون في أحضانه. لو أخذنا من الدين بقدر حاجتنا الروحية، ولم نستعمله للضغط و المزاودة على الآخرين، لتوصلنا لسعادة الأفراد والمجتمع.

أما إذا كان البعض يجد سعادته الفردية في التشدد الديني و ممارسة الديكتاتورية الدينية ضد الآخرين، فليسمحوا لنا أن نقول لهم أنهم أنانيون، لأنهم يبنون سعادتهم الفردية على حساب تأخر المجتمع.

ثم إن هذه السعادة هي مؤقتة فقط، ستختفي مع تراجع المجتمع ككل عن الإستزادة بالوسائل الناجعة الكفيلة بدفع عجلة التقدم الى الأمام. هذه النظرة ليست قاصرة فقط على المتشددين دينياً. بعضُ الأثرياء قد يسعون لتجميع الثروات و بناء القصور على حساب مقدرات البلاد سعياً وراء السعادة الفردية. و لكن ما الذي يستفيده الثري إذا بنى قصراً مهيباً تحيط به أكوام الزبالة من كل جانب؟

كثيرون يعيشون حالة ضياع فكري، وما زالوا يتساءلون، لماذا سبقنا الغرب. النخبة تعي الإجابة تماما. لكن هل هي قادرة على القيادة دون تعاون من جميع أفراد المجتمع.

يا سادة، باختصار، إذا أردتم السعادة، فاسعوا اليها. و هذا واجب على الفرد والمجتمع. لكن السعادة التي أعني ليست مجردة. يقول البعض أن المجانين هم أسعد الناس. و أنا أقول أن السعادة لا تتعارض مع العلم والتقدم كما يدعي البعض، بل يكاد العكس يكون صحيحا. أطلبوا العلم و التقدم و الحضارة. هكذا ترتقي الأمم و بهذا نكون سعداء أفراداً و مجتمعات.

سليم محمد غضبان
13.8.2015

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق