دراسة لقصيدة من فضلك اترك إشعارًا بقلم الأديبة العراقية القديرة انعام كمونة / إشراف الأديب الناقد الفلسطيني ناصر رباع



من بلادالرافدين 
تطوق بيت القصيد أكاليل نور ونفحات جمال أخاذ من أديبة قديرة وناقدة متمرسة 
انعام كمونة ابنة العراق الأصيل ....
تجود بأعذب الكلام وصور البوح لقصيدة " من فضلك اترك إشعارًا قبيل الرحيل "
لقد تشرفت بالنشر في واحة الجوري بدراسة ناقدة لها قدمها أخي الأديب القدير ناصر رباع 


حيث أجاد بالقول :
~~
قدمت الشاعرة الناقدة القديرة انعام كمونة وذلك تحت إشرافي دراسة لنص الشاعرة الفلسطينية المبدعة مآب ابو الهيجا ..(أترك عنوان).. شاعرتنا امتازت بالوجدانيات التي تعالج قضايا انسانية ملحة قدمت الكثير وابدعت ولا زالت تقدم وتسمو بحرفها الواثق الهادف وهي وجه مشرق للادب وامتداد مشرف لقافلة الشعراء الفلسطينيين صاغت قصيدة نثرية محكمة الزوايا استوفت الشروط الأدبية الحديثة فاتخذت شكل أدبي ثابت (اترك عنوان ) هو عنوان النص وهو بحد ذاته يعد قصيدة امتاز بحذف وإضمار يحفز خيال القاريء ويستفز وجدانه بصور شعرية وارفة الاحساس تعالوا نحلق ونقرأ ونرتقي مع الشاعرة الفذة الفاضلة مآب برؤية تحليلية للناقدة المبدعة انعام كمونة ..تفضلوا مع فائق الاحترام ...
نص يمتلك التواجد الدائم في عوالمنا الحالية بوجدان عميق متنوع اللأنماط موجه الفكرة ثرة بلغة تقنية وتناص شفيف ايقاع باتساق لصوره الشعرية تحير المستقرئ بين ماتوحي له او لها من مجازات متفردة فتطل علينا بأيحاءاتها المنشطرة الفكرة .. القيمة الدلالة قادرة على ارساء تعابير شعرية حديثة تواكب الشعر المعاصر تخضب كيان تميزها بمشاعر وانفعالات حسية في محراب ابجديتها الواعية برذاذ العقل ونورالقلب تطرح احساسها غزارة مضامين مؤاتية للظروف … تحتسي الحروف برقة باذخة لا حدود لخيالها المفرط … تغردنا بقضية انسانية … اجتماعية السمات.. تبوح المعاناة الوان ذوق.. فخر.. ..كبرياء … تمزج نبض الحروف باسلوب التواصل الخلقي المهذب .. ترسم احساسها بوجدان انثوي التعبير … تتناول الخطاب الموجه عمومي الموضوعية … خصوصي الألتفاتة … خطاب موجه لمن يقرا ويدرك الدلالة استنهال من دراسة عميقة لواقع المرأة في مفاهيم الرجل الشرقي الذي يترصد خصوصيتها العفوية دون استئذان.. ننصت لودقات حروفها تبلل ابجدية التمعن تؤيلا.. نرسو بفضاء ذبذبات نبضاتها الرؤيوية الرائعة اللغة فتسحرنا تموجاتها المخملية ..تحشرنا بين عزفها والأوتار وهي تنوه كامرأة شرقية بمنظورثقافي تسكب سحابة الحزن العتيق لمعاناة جدلية في اعاصير الكلم الهادف .. بوح شفيف يستحق المتابعة يمثل رقي انثى وجدلية موضوعية بوجع الذات تغمرها رقة انسياب وتاكيد عتاب لقلبين لم يسعهم التبرعم بشك التواصل ونظرة عميقة للأمعان بنفسية التطرف تجاه الأنثى, قد تكون علاقة ركيكة غير صادقة, او هامش نزق بلحظة ضعف ,فتوجه الخطاب مرة له ومرة لها حديث النفس بمكنون الأنا ماهو الا استجابة للحظة رسوخ المعنى والمدلول بوجد امراة واعية متمكنة من الولوج في مجتمع التكنولوجيا ومداخلاتها في صميم حياتنا وما اصابها من تغير ..
من عنوان واضح الفكرة بسيط المعنى .. عميق الرؤيا .. (اترك اشعارا …( (عنوان يعنيك انتَ ) … عنوان شمولي لمفاصل النص يتردد تكرارا وأثباتا … ليعلن بلاغة تهذيب ورقي شاعرة تبحث قضية فوضى المشاركة بين الرجل والمرأة واسلوب التواصل الخطابي عبرالعالم الواقعي اوالعالم الافتراضي والذي لا يمكن نكرانه .. قد يكون التماس يستبطنه احترام لخيالها ..حروفها ,تاملاتها ,افكارها , وجودها كانسانة .. والتمسك بحذافير الأدب والأخلاق هي تنويه ثمين ذو اعتبارات اجتماعية ثقافية واعية لمكانة المرأة لا شئ قبل الرحيل الا كلمة تدل على حسن النية حين الرحيل .. اترك إِشعارًا ...
من فضلك 
اترك إشعارًا .. قبيل الرَّحيل 
ولا تتركني ..
بين علامات .. التَّرقيم
وغمار .. حُبٍّ
وإِبْهامِ التَّأويل ..
(":
؟،!؛..)
لي قلبٌ مؤصدٌ 
طرقتهُ كفُّ .. عابر سبيل 
سدَّدَ .. صَفْعةً
لفِكْرٍ .. ندَّي الصَّرحِ 
غادرَ الوريد مضرج الهوى دون 
صَبٍّ
عازِمًا دَرْبَ
الرَّحيل ...
("
؛؟!:،..)
بصومعةِ الِإباءِ ..همس الدجى
سجد حرف الوله 
عاكفًا على بردى التجلي 
يزمُّ النبض 
بِرِهافِ.. الهَديل
يجوب رعاف الأرق 
على أطراف الفضاء 
أيا خَدْرَ الحَياءِ 
أسْمِع عنادلَ البَّر الخميل 
خباءُ الحرائر 
لازم حواريّ الجليل 
أسرِج أديم .. الوَتَرِ 
بِرتاج التجلي 
رخيم السَّديل 
دون لظى 
فنبضي بكفالة زكريا 
وسجدة مريم 
في المحاريب 
آخت نور روحٍ
ناجت الرَّب 
خليل ..
(":
؟،!؛..)
من فضلك 
اترك إشعارًا .. قبيل الرَّحيل 
ولا تتركني ..
بين علامات .. التَّرقيم
وغمار .. حُبٍّ
وإِبْهامِ التَّأويل ..
(":
؟،!؛..)
هنا يكمن عنفوان المواجهة للشاعرة في حيز تأويلنا .. تحثه ان لا تكون مجرد عدد يرضي غروره البائس كاي امرأة مرت بحياته .. استخدمت كلمة الترقيم والتي تعني( مصطلات وعلامات وارقام توضع على الورق) مجرد رقم استوقفه مؤقتا لا ذكرى ولا انطباع .. تاملها واقعي.. طبيعي.. تتركنا نؤل خيالها المترافع وتاملها المتوافد بما رسمت من رموز ("؛؟!:،..) هذه استحداثات لغوية معاصرة يكسر طوق العام وينقلها الى التفرد والتميز انها شاعرة متقنة الأختيار مقتدرة الحرف تلك علامات ابجدية استخدمتها كرموز احتجاج أنثوي واضحة التفسير لمستقرئ مبهم الملامح غامضة بمدلولات شتى لباحث قارئ عليه ان يحل احجية الرموز.. لذا ان يتوقف امام لوحتها ليمعن التامل وينصت لقلب الحروف ويغورفي هوية التأويل ليعلن هوية الرمز . .. الشاعرة تجعل القارئ يناظر رايه التأويلي يستشف انطباعه .. يتساءل بمكنون تاملها ليطرق عدة ابواب … هذه امكانية الشاعرة بخلق عوالم شتى ليستدل القارئ كيفما يشاء ,هل هي تلتمس المعذرة ام العتاب لاستبطان ما تبوح به من افاق تفسير لحيرته ؟هل عتاب لقلبها قبل ان يكون عتاب للراحل المعني؟. …بلغة تتهادى بين الرقة والأناقة بصور شعرية واضحة المعنى عميقة التاويل بتعابير شفافة رصينة اللألفاظ قوية المعنى تفتح له باب لا شائبة به فقلبها موصد وهو كعابر سبيل .. حق تتمسك به لها حرية القرار فلما الهروب هل لأنه عاشقا متيما ام لأنها لم تكن على هواه ؟ هو عازم الرحيل مسبقا وهي لا تريد ان تكون رقما مضافا لتقويم نزواته وغروره بل مدركة تماما مايضفي بها المقام.. التفسير الخاطئ لحرفها هو صفعة لفكرها لتقييمها لثقافتها كامرأة قد يفسرها شخص ما اوصديق انها موجه له وتعنيه بذلك يوجه اهانة لثقافة المراة الاديبة وفكرها , وموهبتها لاتحدها احلام… ولا تقيدها شخوص تلك ثورة المراة ضد أختصارها لأعمال معينة وانتفاضتها لنيل حرية الفكر والتحليق الثقافي.. لا يختزل تاريخها المعهود وارثها المتداول في صميم التجارب كما الرجل لافرق.. مع كل ما تطرحه تعود لتؤكد بأدب جم ان يفهمها كفكر لا كرغبة
وبنفس ابية رافضة للخضوع تتباهى بفخر اصالتها وصفاءها تصف المرأة حورية من الطاف الرحمن تشهد لها الظلمة لنور افاضه التجلي ونقاء السريرة فللقلب احكام قد تطاوع , تعاقب , قد يحتاج لتأديب أوتوبيخ … بالأضافة فانها تصف المرأة كالذهب الخالص بالتزامها بموقفها ( فنبضي بكفالة زكريا وسجدة مريم في المحاريب آخت نور روحٍ ناجت الرَّب خليل )..التمسك بتعاليم الرب وعبادة اللة تشبية يعتمده الشاعر الفذ لقوة التاثير وايضاح الرؤية التاملية لديه صور شعرية مشحونة برفض الأنصياع باسلوب انيق واضح المزايا بسيطة التعبير قوية التاثير وتؤكد مرة اخرى ان تكن صديقا للرجل لا ندا كما انها تحاوره كالنسمات بغاية وان لا يتجاوز خدر الحياء بمزاجية دون التفكر . بوجدان واحساس عميق
أما للوجدانِ ..
حسنة .. أو سقيا 
سبيل 
فنظرة رحيقٍ 
شفاء العليل 
ومن وراء نسم الفؤاد عليل 
هذي خادرةُ .. العفاف
تهتِفُ
لمترنِّحِ خِباءٍ 
ما من وسيل ..
("!
؟؛:..،)
لندب الحظ 
تركته دون طرقِ باب 
أصيل 
عاثر الحرف 
دون هدي 
وأبد سهادٍ ..
دون نهيل 
("
؛:!؟.،؛)
من سواقي الشرق
ودوح شمس الأصيل 
أسمع 
ترديدة
صوت يشنف الأدب 
يردد لاعنًا 
بحور شِعْرٍ 
وقوافٍ أشعلت نار الفتيل ..!
دامي السطر 
ضالع الجارحة 
نازف النُّهى 
عابر سبيل 
قد رفع نخب الطهر 
للرّعيل 
لو أَرَدْتَ قلب راهفَةٍ 
مزمومةِ الروح 
على راحة الهوى 
امكس 
أوزان صرفٍ 
واعدل علامات ترقيم
أرْدَت قلبًا 
على وزنِ .. جرحِ..
فعيلٍ.. (قتيل)
("!
؟؛:..،)
الشاعرة تحلق بافق اخر فرضته عوالم التكنولوجيا الحديثة والتطورالسريع من صفحات التواصل والتعارف التي اختصرت الأزمنة واختزلت المسافات هي( دعوة للبعض لاشمولية بل لمتخبط الفهم بين الأدراك والتصدي).. تشخص ضبابية صمت بانتفاضة مداد الذات وجدوى الاستعانة بثقافة نصفها الآخر لتوسع مداركه الشرقية ذات الحدود المباحة المطفئة لفكرالمشاركة للمرأة كعقل واعي وفكر خلاق.. حيرة تلازم بعض تاملاتها بغمار التأني بفرض متارجح بين التسامح والمغادرة او مصافحة الحرف سويا.. رافضة اسلوب التواصل المشبوه والمشاعرالمتخبطة لعابر سبيل لايترجم الا غرائزه كمغامرة رقمية .. ويضفي افكاره وخياله بوهم العشق لصاحبة الحرف كهذا هواه والحب له قيمته الوجدانية ان كان يسعى له ليطرق ابواب النهار ولانه لايفهم قيمة المعرفة ويفهم ما تطاوعه نفسه على غير هدي سوف لا ينهل الا ندب حظه لجهله بقيمة الحرف واكتفاءه باللهو ستصيبه الخيبة ويلعن الأشعار والقوافي.. وباسلوب بارع الحكمة تريق ضميرالذات بدثار الوعي بطابع عميق لا يخلو من عتاب ل ( هو).. لمدلولها المخاطب الراحل الذي اشعل الوجدان الماً لسوء فهم الأدب والحروف اوفك وفاض حب لم يعتمر وبحكمة زمن وتجربة نضوج توجه له نصيحة ان يحسن تصرفه ولا يترك قلبا جرحه تضعنا الشاعرة في مواقف اختيار… الصح ,الخطأ ,التواجد ,اثبات الذات عبر الوعي , التواصل السليم , الثقافة ,ادراك المشاركة السليمة , بين الضعف والقوة .. باسلوب شفاف رقيق والمراة اصبحت كفراقد مضيئة بالثقافة ودرجات العلم وشاركت باعلى المناصب وساهمت بجميع العلوم والتكنولوجيا ولها فكر يوازي فكر الرجل وابداع لخيالها وتاملاتها مشابه له لذا عليه ان يدرك ذلك ويغير فكره وتعامله واصطلاحاته وترقيمه الجاهل لما يدور حوله ويفك قيد جهله ليطلق عنان المعرفة والثقافة لمشاركة سواء , واروع مافي النبض ان ترسو بمدلولين يحثك الحرف لأستنطاقها ففي مرة تشعرك الخطاب موجه لمدلول موقن التعريف وآخر تغرزه في شك تفسيرك لمدلول الكاتب والذي توجهه كلوم او عتاب لقلبها ومهجتها نستنهل منها فلسفة تؤمن بها الشاعرة ان يكون نبضها بالحلال الموثق من الله وتلك اسمى العلاقات السماوية .. ثم تحتم لنا بخاتمة لا تغير من البداية شئ ولا تطرح ادهاشا مميز الا انها تدعو للروعة والجمال لما طرقته بازميل النحت الموشى لفكرة نيرة وشعاع لايعمي البصر بل يضئ ما في القلب من عتمة
تحايا لمبدعة النص الشاعرة مآب ولتاملها المشرق
~~
دراسة ناقدة لقصيدة من فضلك اترك إشعارًا 
بقلم الأديبة العراقية القديرة انعام كمونة / إشراف
الأديب الناقد الفلسطيني ناصر رباع 
....
مآب ( نجوى)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق