للصرخة وجه آخر / ديوان للشاعر ثامر الخفاجي/ كتبت سهام محمد




إن الشاعر الذي يعرف جيدا متلقيه يتجه إليه في أول إنتاجه مبجلا حضوره و مطالبا منه أن يشاركه إبداعه وأن يسهم بفكره في رسم الصورة الشعرية المبدعة لأنه جزء منها وعليه أن لا يكون مجرد متلق عادي بل يجب أن 

يكون المتلقي عاشقا للحرف باحثا منتشيا إلى درجة التغني بالكلمات فليس هناك فرق بينه وبين الشاعر كمتلق فهما معا يتشاركان ويبحران في عوالم الإبداع ولا يوجد بينهما حاجز هكذا كان الشاعر المبدع الأستاذ ثامر الخفاجي في إشارته إلى أصدقائه ومتابعيه إثر صدور ديوانه الأول

--------للصرخة وجه أخر-------- الصادر عن المتن للطباعة و التصميم ببغداد رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق ببغداد لحفظ الكتب رقم (708) لسنة 2016 يحتوي الديوان على 62 نصا نثريا في 172 صفحة


قدم للديوان الأستاذ الناقد : حسين ناجي الطائي وقد كانت المقدمة اختزال لرؤية الشاعر الفكرية والإبداعية والشعرية والإنسانية تتطرق الأستاذ حسين ناجي الطائي إلى مفهوم الشعر حيث قال الشعر إبداع وليس انعكاسا للواقع كما له علاقة بالتجربة وبالانا فالشاعر يحدد مهمته وينسج علاقة جديدة مع واقعه دون أن يسقط في تصوير الواقع لأن طموحه خلق واقع جديد عبر الإبداع كما قال أن أي شاعر يمتلك رؤيته وهذه الرؤيا تتبعها رؤيا بمعنى( الحلم) ينبع من رؤيته للحياة والإنسان فهو يحلم بالتغيير لأن التجربة أساس في الإبداع فبدون تجربة تغيب ذات الشاعر فيولد الشعر ميتا والشاعر في ديوانه نقل تجربته 

الحياتية المعيشة من خلال الإبداع لتحقيق رؤيا وموقف من خلال هذا العالم فذاته حاضرة في نصه الشعري وقد تشكلت عملية الإبداع عنده من معاناته كإنسان مثقفا كما تحدث الناقد على القيمة الأخلاقية والجمالية للشعر والشاعر وكيف يلتقط من خلال وعيه الظواهر الاجتماعية وكيف يميزها ثم ينضجها من خلال إدراكه الجمال إبداعا و نصوصا شعرية قابلة للحياة وهنا لا يتحقق الإبداع إلا بتصور خاص من لدن الشاعر وذلك بممارسة الابتكار ليعبر بنا 

صوب النماذج الجديدة ويبين لنا اجتهاد الشاعر في خلق نصه الشعري من خلال صرخة إنسان إلى أولئك البشر وهي أحاسيس يومية يشعر بها الشاعر مبعدا الحقيقة عن الزيف والحكمة عن الغباء كاشفا لنا مدى تعلق الشاعر بالوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد وكيف يحاصره الألم فيبوح بكل أوجاعه كما يؤكد الشاعر في ديوانه على الجانب القبيح من الأشياء فهو يعيش ضمن وطأة الاغتراب وهذا ما دفعه لاستخدام لغة( السخرية) وقد أشار الناقد الي أن هذا الديوان شهادة صادقة على مرحلة موجعة ومفجعة تصلح أن تصبح وثيقة 

تحمل إلى الأجيال القادمة فالنصوص الشعرية تعزز الثقة بالكلمة في زمان الكذب والرياء والخيانة الحقيقة أن مقدمة الديوان ثرية ومعمقة ولكني سأدعكم أعزاءي متشوقين للديوان راغبين في الاطلاع عليه إن كل نص في هذا الديوان يأخذك إلى عالم مغاير إلى عالم قد تعرفه وتلمسه ولكنه يدهشك ويحلق بك ويدفعك دون أن تدري لتساءل لماذا؟ ربما تكون الإجابة صعبة رغم معرفتك بمفردات الكلام وهذا هو الإبداع الشاعر ثامر الخفاحي يمتلك القدرة 

على توظيف المفردات الشعرية بإتقان و دهشة تأخذك إلى عوالم رحبة من جمال المبدع والمعاني العميقة والصور الواقعية التي تلمس بداخلك شتى الأحاسيس و تسمو بك إلى فضاءات مغايرة تشعر أمامها بإنسانيتك من خلال إنسانيته دون أن تنفصل عن واقعك كانت هذه لمحة بسيطة عن ديوان الشاعر ثامر الخفاجي بمقدمة من الأستاذ حسين ناجي الطائي وبرؤيتي المتواضعة انا سهام محمد ألف مبروك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق