الشاعر بسام العكش بين سطور الشاعر فارس بن جدو



الف مبروك.....
من خير مدائن الأرض و حواضر التاريخ ..جلق الأبية مهد الغساسنة تفجرت الأصالة من عمق التاريخ و نثر الجفر أساطير الخلود شعرا و بيانا و بوحا راقيا يفتر عن تروية مسكية الأنوار ...


من أرض جلق ربت القصيدة العربية و نمت في حضن الياسمين ..فتفجرت الأصالة و فاحت ريح الزهر بين الكلمات مختزلة موسيقى الطبيعة الكونية فأنجبت ما شاء الله من الأدباء الذين سطروا أسماءهم بأحرف من فيض سماوي و بوح فرداني على مر الأزمان ..و لكم يأخذنا الحنين و يتوه بنا في سماء القصيدة ..لمعانقة أحد شعرائنا الحداثيين الذين صوروا الكون بتشاكلاته في صور لامعة تجمع بين الحديث و القديم ..إنه السيد الشاعر بسام العكش ....
ولد شاعرنا الراقي بدمشق الصولجان عام 1953 و نشأ بحي القنوات و هو من أرقى أحيائها ...تخرج من الثانوية التجارية في دمشق بعد مشوار تحصيلي أشر على نبوغه كأساس مستقبلي للأديب الواعد..و فعلا كان له ذلك حيث برهن على قدرته الشعرية على المستوى الفصيح و الشعبي 
و جسد هذه الشعرية على شكل أغاني ملحنة صدرت عن التلفزة العربية بمختلف فضائياتها..على غرار قصيدة: " قلبي ياشام " بتلحين الراقي " صديق دمشقي" بمعية فرقة من كبار الملحنين ...
و الجدير بالذكر أنه يحوز على حس كلاسيكي قوي من خلال نظم الأزجال الرباعية في طابع يغلب عليه الإيقاع البصري الدال على المقاومة نحو :
افعلوا ما تفعلون
اطفئوا نور العيون
اقتلوا فينا السكون
لن نذل و لن نهون
اننا نهوى الكفاح
نطوي في القلب الجراح
بل و كم نهوى السلاح 
كالجذور راسخون
...
فإلى الجانب الايقاع البصري المقاوم يجنح الى نمط الرجز الموسيقي حتى يخفف الوقع ملاءمة لموسيقى العصر....كما نلمس حضور النزعة الصوفية ممثلة بالإيقاع الحواري المونولوجي .نحو :
قتلت الحب في صدري
و ثوب الحقد أعماك
فأضحى 
الحب كارثة
قتيل اللهو أرداك فصار 
الحب ساقية
و كأس
الخمر محياك
حيث نلمس حشدا للرموز الصوفية كالخمر بدلالة الانتشاء فعل الحب كإحاله على الحب الإلهى...إلى جانب توظيف الهزج لمناسبته موسيقى الأكوان و أرواح الكواكب.......
و هذا هو لب الشاعرية الفذة القائمه على ثنائية الانفتاح و الانغلاق ..فألف مبروك لشاعرنا ..و إنه لمن دواعي الفخر أن نسير على خطاه تمثلا و استلهاما.


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق