( يوميات رمضان ) 10 - ورقةٌ وقلم - / بقلم الشاعر / وليد.ع.العايش

( يوميات رمضان ) 10 
-
ورقةٌ وقلم -
________

وطأتْ قدماي باحةَ المدرسةِ الحزينةِ لأشهُرٍ خَلَتْ , كانتْ الغيومُ البيضاءُ تُداعِبُ قُرصَ السماءِ كحمائمَ حنَّتْ لصِغَارها , الشمسُ أعلنتْ مُنذُ أيامٍ فقطْ اِنزياحها عنْ مشهدٍ قارصِ السخونة , حقيبتي تحتفي بدفترٍ يتيمٍ , وقلمُ 

رصاص , رُبما كانتْ تهزأُ منْ تلكَ الرُقعةِ التي شوّهتْ وجهها , كُنتُ ألتقي أصدقائي بشيء من حميميةِ طفلٍ حيناً , وببرودةِ رجُلٍ بلغَ ذروة الحياةِ أحياناً , تِلكَ الفتاةُ المُستجِدةُ تختارُ مِقعدَها بالقُربِ منْ حقيبتي الكئيبة , رغمَ دزينةِ سنواتٍ مرتْ عليها , إلاّ أنّها كانت تثْمَلُ برونقِ أُنثى مُكتملة , يومها لمْ أكنْ أعرِفُ مِنَ الحُبِّ سوى الاسمُ , كانَ قلبي مُعلّقٌ بينَ منزلي الصغير ودفتري 

اليتيم , ( أينَ القلمُ الأزرقُ ) صرخَ بوجهي المُعلِمُ ذو المنكبين العريضين , والحاجبين الكثيفين كمطرٍ كانونيِّ , مُتجهِماً الجوابَ , حِفنةُ دموعٍ ورجاء , ضحكاتُ الصبْيَةِ مازالتْ كسندانٍ تطرِقُ أُذني الخرساء , رُبما ظنني أبلهٌ للحظاتٍ , تلاقتْ نظراتي بعينيِّ الفتاةُ المُستجدة , اِنزويتُ خَجِلاً , المطرُ 

يُفاجئُ النافذةَ المُهشّمة , الصمتُ يضرِبُ موعداً معَ الجميع , يدٌ ناعمةٌ تمتدُّ إلى دفتري الكئيب , دَسَّتْ ورقة صغيرة اِمتزجتْ بأربعةٍ منَ الأحرفِ الأبجدية , أحرفٌ ذهبية كانت على ما أذكرُ , عندما فتحتُ حقيبتي لأداءِ الواجبِ , اِبتسمَ بوجهي قلمٌ أزرق , وورقةٌ صغيرة ...
--------
وليد.ع.العايش
15 / 6 / 2016
م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق