حيرتي تشطرني نصفين / بقلم الشاعر / عباس رحيمة

حيرتي تشطرني نصفين
كرغيف خبز بيدي
هل التهمه وانسى
أم ابقي قيلا منه إلى غدي
أقف صامتا
كشجرة خاوية في محطة القطار
أنتظر من يحملني
حقيبة فارغة !
لم يفهمني احد
حتى أنا
لم أفهم نفسي

لم امرر يدي 
واتحسس اشياءها
مركونة في عتمة الروح
أراها تتدلى من السماء
كعنقود من الفضة
له ضوء خاطف
لم يتسن لي أن أرى محياه
هل أقطفة
وأسترح بعتمتي ؟!

أم ادعه يتدلى
فيثير بي الفضول
لاعرف من أنا ؟
ادعه يتسلل من خرم الأبره
كخيط يخيط لي شرخا في القلب
فارغا كبيت قديم!!!
أوعية الطهي المتسخة
متناثرة على المائدة
كطلقة حارة
تحدق بك وأنت تحتضن
قدح الصباح البارد
انها تقف بين صدغيك
لا تخترق جدار الصمت
لتنهي عزلتك
وتدعك تستريح
بل : تتلذذ بارتعاش يدك
وخفقان قلبك وأنت
تحتضن قدح الصباح البارد
في المساء
جليد يتساقط على هامتك
لا تدع النافذة مفتوحة للبحر
فتخويك موجته المنحدرة
إلى فضاءات واسعة

تثير بك الفضول لتعرف من أنت
ولا تزح الغبار عن المائدة
فتتراءى لك أشياء أنت في غنى عنها
فدعها كما هي
لا توهمك الشجرة بغنائها الكاذب
انه نقير العصافير
عندما يفزعها الخوف
تنقر جذعها اليابس
يصدح في مخيلتك أنين
موهم انه غناء الشجر
ما يتساقط منها
ما هو الا (نخار)
يابس لا يصلح
حتى قبسا لموقدك الخامد
فدعها كما هي
حقيبة منسيه في محطة القطار !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق