من ديوان الثالث {همسات في فضاء الحب} {آفاق}.
للشاعر / محمد منعس العجرمي
يا قِصَّةَ الأَمْسِ البعيدِ الكامِنَة.
يا رَوْضَةَ الشِّعْرِ الجَميلِ الفاتِنَة.
لَسْتِ الأَماني لا ولا أنتِ التَهاني لا ولكن أنتِ عِندي في فُؤادي
آمِنَة.
أَحْبَبْتُ تِلْكَ الأُمْسِياتِ على ضِفافٍ للحَياة.
وَحَمَلْتُ كُلَّ الأُمْنِياتِ إلى شَواطِئَ من رِمالٍ عَبْرَ آفاقِ
الفَلاة.
وَمَسَحْتُ آلامي بِآمالي وسارَت في حِجابٍ من دُعاءٍ في صَلاة.
وَنَظَمْتُها بِقَصيدَةٍ وَسَرَدْتُها في قِصَّةٍ تَرْوي حَياةَ
العاشِقينَ على الرِّمالِ السّاخِنة.
بل كِدْتُ أُقْتَلُ مَرَّتَيْنِ.
وَبِكُلِّ مَرَّةٍ اثْنَتَيْنِ.
وَوَجَدْتُني بَيْنَ السَّواقي لَسْتُ أَمْتَلِكُ اليَدَيْنِ.
وَفَقَدْتُ مِن فَرْطِ الهَوى والحُبِّ نورَ المُقْلَتَيْنِ.
وَلَفَظْتُ مَن قد حاوَلوا إطْفاءَ نارِ الوَجْدِ في بَحْرِ الهَوى
بِمِياهِ أَقْنِيَةِ الظَّلامِ الآسِنَة.
يا رَغْبَةَ السَّفَرَ البَعيد.
يا رَهْبَةَ اللَيْلِ المَديد.
يا لَهْفَةَ القَمَرِ المُغَطّى بالسَّحابِ لِمَوْلِدِ القَمَرِ
الجَديد.
يا كُلَّ دُنْيايَ التي أَحْبَبْتُها.
يا كُلَّ أُغْنِيَةٍ أنا حَمَّلْتُها.
سُفُنَ الرِّياحِ لِكُلِّ ذِكْرى في فُؤادي يا بِلادي كامِنة.
أَرَقٌ يُجَسِّدُهُ الحَياءُ مِنَ الحَياءِ وقد سَرى في ظُلْمَةِ
اللَيْلِ البَهيم.
قَلَقٌ يُساوِرُنا وَأَنْفُسُنا تَنامُ على حَريرٍ في دَهاليزِ
الجَحيم.
وَظِلالُ أَرْوِقَةِ الوُجودِ تَناثَرَت بَيْنَ التَّجَمُّلِ والجَمال.
واللَيْلُ يا لَيْلَ المَخاضِ نُجومُهُ انْتَظَمَت كَعِقْدٍ مِن
لَآلِئَ راحَ في عُنُقِ الجَمالِ كَدُرَّةٍ تَرْعى الوِصال.
بِصُداحِ أُغْنِيَةٍ لِمَن سَلَكوا دُروبَ العِشْقِ في دُنْيا غَرامٍ
شاغَلَتْها عُنْوةً تلكَ العُيونُ الدّاكِنَة.
وأنا وأنتِ مِنَ الفَواصِلِ نَشْتَكي مُرَّ الفِراق.
وَنَظَلُّ نَحْلُمُ تَحْتَ أَجْنِحَةِ الشُّعاعِ بِقُبْلَةٍ تاهَت
بِنا بَيْنَ التَّشَوُّقِ والعِناق.
وَنَقولُ في عُذْرِيَّةِ الحُبِّ الجَميلِ هُناكَ لَيْلى يا دِمَشْقُ
على ذُرى عَمّانَ كائنةٌ وفي قَلْبي وَروحي ساكِنَة.
كُلُّ الأَواصِرِ تَلْتَقي بِمَحَبَّةٍ حَوْلَ الشِّراع.
وَظَلامُ ليلي سَوْفَ يُقْهَرُ حينَ يَنْطَلِقُ الشُّعاع.
وَرَنينُ أَوْتاري سَيُفْلِتُ مِن تَلابيبِ الضَّياع.
وَتَعودُ أَصْداءُ الحَياةِ بِكُلِّ ما حَمَلَتْهُ قاطِرَةُ المَتاع.
وَنَقولُ للأيّامِ إنا هَهُنا.
سَنُرَدِّدُ الأَلْحانَ والشِعْرَ المُقَفّى في ليالي الميجَنا.
والعُمْرُ يَمْضي بينَ أَمْسٍ تائهٍ وَغَدٍ تَقَطَّعَ فَوْقَ
أَرْصِفَةِ الضَّياع.
والحاضِرُ الأَعْمى تَرَنَّحَ تحتَ أَوْجاعِ المآسي فاسْتَقَرَّ على
جَناحِ الذِّكْرَياتِ الواهِنة.
أَوَنَشْتَكي أَوْهامَنا تِلْكَ التي وَصَلَت إِلَيْنا عَبْرَ آلافِ
السِّنين.
مَعَ أنَّنا كُنّا بِها وَبِأنَّها كانت لنا سَيْفَ الأَمانِ مِنَ
الغُزاةِ الغابِرين.
أَمْ أَنَّ خارِطَةً بِأَسْماءِ الحُضورِ على دَفاتِرَ للغِياب.
صارَتْ سُطورًا مِن زَخارِفَ أو نُقوشًا مِنْ طَرائفَ بَيْنَ طَيّاتِ
الكِتاب.
وَنَقولُ نَحْنُ بِأنَّها تَنْأى بِمُفْرَدِها لِقارِعَةِ
التَّمَنُّعِ والعِتاب.
وَأنا وَأَنْتِ وَحُبُّنا كَرَحيقِ نَخْلٍ حَوْلَ ذاكِرَةِ الزَّمانِ
مَعَ الحَياةِ الرّاهِنة.
_________________
[{محمد منعس العجرمي أبو يسار}].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق