العودة / بقلم الأديبة / حسوني لطيفة

"العودة"

يا للمنظر الكئيب...
واجم شاحب وانت تودع
حزم السنابل
أيها الحقل الرحيب...
زغرد اكراما للسنابل
التي ابت الرحيل...
وزف المتساقط منها
في موكب جنائزي مهيب...
آآه...ألمي شديد...
لكن أملي يبقى
في القلب عتيد...

محياك سيستعيد
الابتسام من جديد...
أيها الحقل الرحيب...
أوقن ان غدا سيبزغ في الأفق
فجرك السليب...
فقانون الطبيعة يقتضي تعاقب الفصول
والحبات التي تغذت من عروقك
ستعود الى حضنك الرحيم ...
استبق أخاديدك هشة شهية لتلثمها
وتبارك السماء لقاءكم
في غد قريب...
وتدب الحياة في أوصالك
فتزهو بين الحقول
بأديمك العشيب...

وستعود الطيور المهاجرة
غير آبهة بالفزاعات المغروزة غصبا
في وطنها الحبيب...
بل ستحط على أنوفها الدخيلة المتطاولة
وتفقأ عيونها الجائعة
ثم تقتلع تنهيدة الاحتضار الأخيرة
من بين ضلوعها الستة
وترمي بها في مهب الريح
و ترمي معها حكاية الذل
و المهانة و النحيب...
وأخيرا...ستحط الحمائم المتعبة
التي طالما حامت بغصن الزيتون
بحثا عن ملاذ تبني فيه أعشاشا آمنة...

وصمودا تشهد عليه كل الدهور و الازمنة...
وأخيرا ستنشر بانتشاء
اجنحتها البيضاء
ولن تسمح للشحوب أن يعتري محياك من جديد
أيها الحقل الرحيب...

حسوني لطيفة _المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق