قراءة في قصيدة الأسبوع للشاعر المتمرس احمد كنعان كتبها الشاعر فارس بن جدو
النص
:
لينُ القصيـــدةُ في يَدَيكِ مُدامي
قولي لأثملَ كالربيـــــعِ (حَذَامِ)
أهوى الأنوثــةَ إذ تُقالُ كما تُرى
إنَّ الجَمـالَ إلى الجَــلالِ إمامي
لا فرقَ بين أميــرتي وقصيدتي
فكلاهما في السـَّلبِ جِدُّ حرامي
لا لن أقاومَ في العيونِ شموعَها
كلُّ الحمامِ إذا يطيـــــرُ حمامي
يا لينُ أفرشُ من حريرِ قصــائدي
فوقَ السحابِ مع النجـومِ فنامي
عيناكِ مملكةُ الســــيوفِ وإنني
منها انتضيتُ لأستبيكِ حُسَـــامِي
يا سِـحرَها وهي التُراوِدُ مَركِبِي
كجزيرةٍ شَـــرَعَت° تجير هيامي
يا غادتـي كلُّ اللغـــاتِ أُجيـدُها
فتبســَّـــمي إنّي مَلَلتُ فِطامي
شَــفَتَاكِ شَــلّالُ الحياةِ وخافقي
لبناتِ ثَغرِكِ يا أميــــــرةُ ظامي
فلترســـلي فيَّ الفراتَ أميرتي
ليُهيـجَ كـرماً من كــرومِ ضرامي
حاولتُ أبتكر الشــموسَ فلم أجد°
إلا الشــقاءَ على عُرُوشِ ظَلامي
ونثرتُ في غُلفِ القلــوبِ مَوَدَّتِي
فعشــقتُ عن ذاكَ الرُّكامِ صيامي
يا ليـنُ ألمــحُ في رؤاكِ مـرابعي
وشـــــموخَ أنثى في عيونِ هُمَام ِ
فاســتوطني فيَّ الضلوعَ أميرتي
كوني على صدري الرحيبِ وسامي
واســـــتوقدي كلَّ الخيالِ ولحني
أشــــهى وأدهى ما يقول غرامي !!!!
21/6/2016
ينتمي هذا النص إلى خطاب فعل الحب ببعديه :
الوجداني و الصوفي ..حيث تتصدرُ التيمات المهيمنة مكوناتٌ من صميم البنية
الإفرادية لخطاب البوح الاستسراري و هو خطاب يتأسَّسُ على محور ( أنا / أنت )
خطّياً و دلالياً ، و يحيل إلى بلاغة الالتماس بين عنصرين من منزلة واحدة تربطهما
مكونات وجدانية صوفية مكثفه.
و لعلَّ الجانب الرئيسي و المحوري في النص هو خضوعه لفلسفة التفرد ، فإذا كان التعدد انزياحا عن الأصل الواحد فإن قصدية الناص تنتهي إلى الأصل و هو القصيدة العمودية القائمة على الوحدانية و التفرد روياً و قافيةً ،دون اعتبارٍ لنظرية لعقول المفارقة للواحد عند المتصوفة ، و لعلَّ عودة الشاعر إلى القصيدة القديمة استلهاما و تمثلاً إنما إحالةٌ إلى جوانب تناصية من صميم حوارية النصوص كما تسميها جوليا كريستيفا ، أو محاكاة على سبيل التأثر بالأنموذج المثالي للنظم و هو القصيدة الأحادية النغم ، و لعل ما يبرز جوانب التناص مثول كلمة " حذام " و هي مبنية على الكسر مطلقا ، تم توظيفها كرمز للحب استلهاماً من قول القائل :
إذا قالت حذام فصدقوها
فإن الصدق ما قالت حذامِ
و لعل هذا الرمز عند المتصوفه هو دلالة على الحب الإلهي الذي يختزل العوالم و الأكوان في بوتقة خطاب البوح الاستسراري الممزوج بخطاب فعل الحب .
توظيف بحر الكامل هو توظيف رمزي ، يتأسس على توالي ثلاثة نغمات مترادفة ، و هو ما يؤشر على ترادف الدفقات الشعورية و انتظامها بشكلٍ يوائم التجربة الفنية للناص. أما الروي ( الميم المكسورة ) فهو صوت شفوي يصدرُ نتيجة التصاق الشفتين مجهوراً شديدَ النبر ، و في هذا تناقض شديد مع السياق العام و هو البوح ، إذ أن هذا الأخير هو حديث النفس للنفس ، ما يعني أنه بحاجة للهمس أكثر من الجهر ، غير أنَّ وجدانية الذات و شرعية خطاب الحب اقتضت المجهور لتبليغ الرسالة.
و لعلَّ الجانب الرئيسي و المحوري في النص هو خضوعه لفلسفة التفرد ، فإذا كان التعدد انزياحا عن الأصل الواحد فإن قصدية الناص تنتهي إلى الأصل و هو القصيدة العمودية القائمة على الوحدانية و التفرد روياً و قافيةً ،دون اعتبارٍ لنظرية لعقول المفارقة للواحد عند المتصوفة ، و لعلَّ عودة الشاعر إلى القصيدة القديمة استلهاما و تمثلاً إنما إحالةٌ إلى جوانب تناصية من صميم حوارية النصوص كما تسميها جوليا كريستيفا ، أو محاكاة على سبيل التأثر بالأنموذج المثالي للنظم و هو القصيدة الأحادية النغم ، و لعل ما يبرز جوانب التناص مثول كلمة " حذام " و هي مبنية على الكسر مطلقا ، تم توظيفها كرمز للحب استلهاماً من قول القائل :
إذا قالت حذام فصدقوها
فإن الصدق ما قالت حذامِ
و لعل هذا الرمز عند المتصوفه هو دلالة على الحب الإلهي الذي يختزل العوالم و الأكوان في بوتقة خطاب البوح الاستسراري الممزوج بخطاب فعل الحب .
توظيف بحر الكامل هو توظيف رمزي ، يتأسس على توالي ثلاثة نغمات مترادفة ، و هو ما يؤشر على ترادف الدفقات الشعورية و انتظامها بشكلٍ يوائم التجربة الفنية للناص. أما الروي ( الميم المكسورة ) فهو صوت شفوي يصدرُ نتيجة التصاق الشفتين مجهوراً شديدَ النبر ، و في هذا تناقض شديد مع السياق العام و هو البوح ، إذ أن هذا الأخير هو حديث النفس للنفس ، ما يعني أنه بحاجة للهمس أكثر من الجهر ، غير أنَّ وجدانية الذات و شرعية خطاب الحب اقتضت المجهور لتبليغ الرسالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق