من أنا / للكاتب / محمد فخري جلبي

الكاتب محمد فخري جلبي 
من أنا ...

تلك المدينة كانت أول المدن 
المأهولة بالحب و الأن تنطق الشهادة وترحل عن الحياة فمن يعيد نبض الحياة للحياة لشريانها المشبع بالكبريت ؟؟ ومن يرجع الصيف والعصافير وأحاديث العاشقين البرئية دون دخول الذئب عتم الرواية ومن يخبر الجدة بأن تنقذ حفيدتها ومن يعالج جروحا قبل ولادتها ؟؟ 

من سيودع عنق اللقاء دوني في بوابة المغادرين ، ومن سيسحب ضفيرة من كف الضباب العربي وذاك الصباح كان ببيروت كان مضرجا بالدمع مغزولا بالأنين . من يمسك ذراعي صرخة روح تركض في الأزقة تبحث عن لا شيء ليفسر لها بأن القادم أسوء فلتخبئ قليلا لأجله ...

أخبرتني قبل ان تفك أزار قميصي وتخلع عني شتاء لازمني منذ أربعين عام ، بأن كن لي الليلة كما اشتهيك تمضغ لحمي شارعا شارعا وتلونني لوحة لوحة . فاستسلمت لها ليس لأني أحببت ذلك !! ولكن أشتقت لأن أكون شقيا هذه الليلة كما كنت في الماضي ، وعند نقطة التقاء شقاوتنا حصل الانفجار الكوني ورميت خارج أسوار المدينة كشظية ناجمة عن ارتطام مذنب ذكوري بكوكب العذارى . 

ودون أن أتأذى ارتديت قميصي و بنطال الجينز الذي اشتريته من بروفسور في جامعة دمشق ولكن الأقدار قادته إلى محطة القطارات في روما ومن شدة جوعه للحياة وتمسكه بها باع بنطاله ليشتري رغيف خبز إيطالي بلا رائحة وكنت أنا ذلك المتسلق الطفيلي الذي دفعت ربع ثمن البنطال وكل كرامتي ورحلت إلى مدينة أخرى أقلب الممرات الضيقة أفتش عني ؟؟ و إلى الأن لم أجدني !!! 

فإن رآني أحدكم في شارع ما بلا عينان وبلا ذراعين فلا يخف وليخبر الله بمكاني لكي يعيد لي كل ما فقدت دونما سبب .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق