لا حياة للأحلام الزرق / بقلم الشاعرة / جانيت لطوف


لا حياة للأحلام الزرق 
.........................

تقول أمي 
تلك التي 
خاطت هذيانها بهدبها وتوارت بصمت 
علقت مناديل خيباتها على حبال الشمس كي تجفف أشواقها 
ولم تدعك تراها تبكي 
تلك أبنتي 
التي أهدت نبضها للغيم 
كانت الخرافة 
الأسطورة 
مثل فينوس الهاربة من رمال الشط 
دوما" كانت العنقاء 
قلادة على صدر الشمس 
تلك التي رفضت أن تكون الرماد 
لأنها التوهج 
ولم تكن أنت أبدا" الاشتعال يوما"

تلك التي 
تركتك تنام قرير العين 
وعلقت سرب طيور الشوق على فزاعات الحقل 
لأنك لم تلاعب فساتين أحلامها 
وتركتها تنام بالعراء 
وعندما أوقظت أحلامها بحدائق الشمس 
عرفت كم كانت بحبها عمياء 
لم تعد قادرة على الركض كسنجابه غراء 
خذلها تجفاف مطرك 
ما نفع صلاة الاستسقاء ؟
لم تعد تذهلها 
شفاه انست ألم القبلة الأولى 
لا شيء يشد خصرها للرقص 
لفت شراشف عمرها وطوت سفر العذاب 
وقيدت المساء وسجنته بقبر أحلامها الزرق 
أكنت تخافها ام تخاف الحب ؟
ها هي مع ظلال قصائدها وقصص الحب المحفورة على جدران قلبها 
تقفز بكل أثقالها على شجر العذاب 
وتسبح من سراب إلى سراب حاملة كفن قلبها وتراب قبرها بيديها 
فمنذ عانقت الموت عرفت 
ما من حب يبقينا سعداء 
وما من نبض يبقينا أقوياء
سمهتها تقول 
كبرت سندريلا يا أمي لكن لم يكبر الحذاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق