بائعُ الفرَحِ / للكاتب الأديب / سليم الجط

بائعُ الفرَحِ

أعرّفُكم° بنفسي، أنا بائعُ الفرحِ، نعم، هكذا يدعوني الناسُ كلُّهُم.
أستيقظُ كلَّ صباحٍ، فتُشرقُ الشمسُ، مُلقيةً جدائِلَها الذهبيّةَ فوقَ الدّروبِ المُعتِمةِ، أحمِلُ كيسَ الفرحِ ،وأتوكّلُ على اللهِ ،بقلبٍ نابضٍ بالحُبِّ، و ابتسامةٍ ساحرةٍ لا تُفارِقُ وجهي.

أسيرُ في كلِّ الأزِقّةِ، أطرُقُ جميعَ الأبوابِ بلا استثناء، يستقبِلُني الناسُ بلهفةٍ وشوقٍ شديدين ،أطفالٌ ،نساءٌ، رجالٌ، من كلِّ الأعمارِ ،والألوانِ، والأديانِ، والأوطانِ ،يأتونَ بوجوهٍ شاحبةٍ، حزينةٍ، فألَملِمُ أحزانَهُم كلَّها ،وأمنحُهُم منَ
الكيسِ، لونَ الفرحِ، والبهجةَ، والضحكاتِ الرائعةَ ،فيرقصونَ، ويُهَلّلونَ، ويُعانقونَ بعضَهُم بكلِّ محبّةٍ وحنانٍ.

مساءً، أنتهي من مهمَّتي، وأعودُ إلى كوخيَ المتواضِعِ، حيثُ أضَعُ الكيسَ جانباً، 
وأمضي إلى سريري، فأجهَشُ بالبُكاءِ، مُعانِقاً وِسادتي المُبلَّلَةَ بالدّموعِ.
*************************************************************************************
العصفور الدمشقي 
3/6/2016

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق