إشكالية الألقاب في الجزائر (الحلقة الأولى) / بحث للكاتبة / منية الجزائرية


إشكالية الألقاب في الجزائر

لا شك أن الكثير من الإخوان العرب يجدون بعض الغرابة في الألقاب الجزائرية ولمعرفة السبب والوقوف على أصول تلك الألقاب وكيف غيرتها الإدارة الفرنسية وكيف صارت ملازمة لأسماء الجزائريين نتابع هذا البحث الموجز حول موضوع "الألقاب في الجزائر" وهو مقسم إلى حلقات.

الحلقة الأولى:
*أصول الألقاب الجزائرية(الإطار التاريخي)*
لقد تعاقبت على الجزائر ثقافات عديدة تركت بصمات ظاهرةعليها.
ومن المظاهر الثقافية البارزة والتي استدعت إهتمام الباحثين ظاهرة الألقاب والتي تشكل حلقة وصل بين الماضي والحاضر.
ولقد أورد الباحثون أن تاريخ الألقاب في الجزائر يعود إلى مئات السنين،واستدلوا على ذلك بكلمة"شندرلي"بجيم بثلاث نقاط في اللغة التركية،والذي يعود استخدامه إلى ظهور الدولة العثمانية عام 1300م
وعندالبحث في بنية الإسم بمعناه الشامل في نهاية القرن 19فيوجد أنه يتألف من " الإسم الشخصي،ثم إسم الأب،فالجد أو الكنية،وقد يضاف لقب التكريم العلمي أو المهني أو نسبة إلى قبيلة أو بلد نحو قول:"أحمد بن يونس القسنطيني"،"أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي".....إلخ
أي أن الألقاب كانت تأخذ الصيغة الثلاثية
وفي 23 مارس عام1882 أصدرت الإدارة الفرنسيةقانون التلقيب والذي يجبر الجزائريين على إختيار ألقاب تليق بهم،وبالتالي تغيير أسمائهم الثلاث التي كانت من قبل،وكانت الألقاب تفرض في الغالب على أصحابها ، وتقترح أحيانا أخرى،إلا أن بعض الأسر احتفظت بلقبها المتوارث عن الأجداد
وحين وضع الألقاب وتثبيتها في السجل المدني،فإن الإدارة الإستعمارية لم تعر أي اهتمام لهذه العملية،لأنها لم تعتمد طريقة تحسيس وتوعية الجزائريين،وانتهت هذه العملية بوضع السجل المدني الفرنسي للجزائر عام 1882 ،وهنا تبرز السرعة التي تمت بها عملية إحصاء الألقاب والتي انتهت بعد 13 عاما في حين تمت خلال قرون في فرنسا.
وبهذا تكون الإدارة الفرنسية قد فرضت على الجزائريين ألقابا لا تمد بأي صلةللحضارة العربية الإسلامية ،فبعد أن كانت أسماء الجزائريين وألقابهم تحمل قيما حضارية وثقافية وتاريخية واجتماعية ،وفق نظام متميز تحولت إلى معجم يضم أسماء الحيوانات والطيور ،والحشرات ،وغير ذلك من ألقاب تشمئز منها النفوس وتكرهها الأذواق.وهذا طبعا من أجل طمس الشخصية الجزائرية......يتبع

إعداد:منيةالجزائرية/باتنة/الجزائر )
.........Monia......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق