أنا و دجاجات شعبان / بقلم القاصة / هبة مقداد

أنا و دجاجات شعبان

صعود طواقي حماماتنا وملاحقة دجاجاتنا كانت من أهم أعمال طفولتي، أمهات الحمام نقرتني بقوة تدافع عن صغارها، كنت آخذها من طواقيها المعدنية التي صنعها ورتبها والدي على عامود مرتفع خوفا من الضواري، كذا، نقرات ديكنا الفحل الأحمر حتى اليوم محفورة على ناصيتي يوم أمرتني 

أمي إمساك واحدة من حريمه لتذبحها ليلة القدر، بعدها أرسلتني لدكان شعبان اشتري دجاجات نقدمها للأرحام ليلتها، وقفت أنظر ذبحهن كان ذلك بسبب تعطشي لرؤية الدماء، وضع دجاجة تلو دجاجة على الميزان، زانها، لم تتحرك، اقتربت منها، همست باذنها : الآن ستموتين يا غبية، تحركي، 

طيري، لاتذعني للموت، صفقت بكلتا يدي لتصدر صوتا، حركة، دون جدوى، عدت وهمست لها : البارحة ذبحت بسكين والدي فراخ الحمام، طارت من بين يدي مذبوحة عانقت السماء وبعدها سقطت سقوط الأحرار، فما بالك أنتِ ؟ 
اليوم ! أتمتع بقلب رقيق لا يقوَ دعس نملة، أبكي ألما، تنهمر دموعي كلما رأيت دماء الذبح والقتل وأخبار تخاذلنا وصمتنا العربي المطبق و لا يتبادر لذهني إلا دجاجات شعبان ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق