( يوميات رمضان 8 ) (قارئ الفنجان ) / بقلم الأديب / وليد.ع.العايش

يوميات رمضان )8
(
قارئ الفنجان )
-----------------
كلماتٌ قاسيةٌ جداً تلك التي تفوهَ بها الطبيب ذاك المساءْ ، الأيامُ معدودةٌ أيتُها الزوجةْ ، لا تعذبوا أنفسكم أو تخسروا ، دمعةٌ ساخنةٌ كالجحيم ، سقطت بعنفٍ من عيونِ الأنثى المحزونة ، أمسكتْ بيدهِ ، واستدارتْ إلى عشِّ الزوجية المؤقت بعدَ هذه اللحظةْ ، كان السريرُ بانتظارهِ بعدَ تدخلٍ أُنثوي ناعم ، مرتْ 

أيامْ أمست شهورا ، تتالت بقساوة والكل مازال رهينة الانتظار القاسي ّ، بين الفينةِ والأُخرى كان يترددُ الطبيبُ ليُراقب نهاية الضحية ، اُترِعت الشهور ْبكأسِ حَوْلٍ كاملِ الأيام ، الموعد المحدد ُلمْ يأتِ ، أُصيبَ الطبيبُ بالدهشة ، وكلّ مرةٍ يُحاولُ التبرير ، أصابهُ الإعياء والعجزْ ، ذاتَ مرة اصطحبَ معه 

صديقه قارئ الفنجان ، تسمّرا عِندَ بابِ الغُرفة لحظاتْ ، ولجَ الصديقُ إلى المريضِ الميتْ ، دقائق وهو يقرأُ ويتحسس ، وقعت عيناه على يد ناعمة ، ترجل ببرودٍ انجليزيٍ قاتلْ ، توجهَ إلى الزوجة القابعة بجوارِ المنكوبْ ، همسَ لها : ( سيدتي أرجوكِ اِبتعدي عنه هُنيهةْ كي يرتاح ) قاومت كلماته لحظات ، إِصرارهُ كانَ مُلحّاً ، سحبت يدها والدمعةُ مازالتْ مُتحجرةً في مُقلتيها الريفيتين ، دقائقُ معدودة مرتْ تُعادلُ زمناً كاملاً ، أصغى الجميعُ ، صوت قادم مِنْ مِئذنةِ المسجدِ القريبْ ...
_________
وليد.ع.العايش 
13 / 6 / 2016
م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق