الكاتب محمد فخري جلبي
لست صديقي
يابحر
...
دعاني بعض الأصدقاء للقيام برحلة بحرية
نهارية لأصطياد السمك . وبعد أخذ ورد وألحاح شديد رضخت و على مضض ، لكي لا القب
بالمتكبر المتأفف عن مرافقة الأصدقاء . وأنا المنهمك في الكتابة وفي الحنين وفي
الشوق النحاسي الذائب على سطح جلدي لدمشق . ولكن كل مافي الأمر بأني أعلم مسبقا
بماسيجذبه خيط صنارتي الممشدود ضجرا وكأبة مثلي قبل بدء معركة زهق الأرواح بين
الطبيعة الأنسانية والعالم الحيواني والتي جعلها آله هذا الكون دستورية .
فما
ستجنيه صنارة الصيد أما سمكة متهالكة تقوم بجولتها الأخيرة ضمن أزقة البحر ،أو
دمعة عذراء لأنثى فارقها من تحب وتندب حظها العاثر ، أو حلم طفل بأن يصبح طبيب
ليعالج الفقراء كماهو منذ أن ولدته أمه ولكن الحرب أضطرته للهرب والأبحار بمراكب
أقسمت على الغرق قبل أن تلامس قدماه المياه . وبعد عدة رميات خائبات أعتلى وجهي
الغضب المبطن ، وتلاشت قسمات الحكمة من عباراتي .
فأنزويت جانبا وجلست في مقعد
السيارة التي لاتملك من الصبر غباره مثلي تماما ، ولاتريد الأنضمام لجوقة الصيادين
الأجانب عن البحر والغرباء عن السمك ، وتقف على تلة مطلة على جموع الصبادين تنتظر
العودة إلى المدينة حيث تنتمي وحيث أنا صرت أنتمي بعد أن قرر المنفى حذف أسمي من
قائمة أصدقاء الطبيعة
.
البحر لم يعد صديقي !!
منذ أن أخذ البحر نصيبه من الجسد السوري كما الحرب والظلاميون والذخائر وكل شيء يملك أذرعة تستطيع سلب الحيوات .
كنا بالسابق ندمدم للبحر ...
يابحر يابو الغلابة وين مودينا بابحر
ولكن الأن أقول ..
يابحر يكفاك غدر وقهر فينا
تقلب مراكبنا تقتل الحلم قبل الفطام
ربنا شاهد ربنا عالم
انك يابحر والحرب أحباب
أنك للهارب من الموت ... موت غلاب .
البحر لم يعد صديقي !!
منذ أن أخذ البحر نصيبه من الجسد السوري كما الحرب والظلاميون والذخائر وكل شيء يملك أذرعة تستطيع سلب الحيوات .
كنا بالسابق ندمدم للبحر ...
يابحر يابو الغلابة وين مودينا بابحر
ولكن الأن أقول ..
يابحر يكفاك غدر وقهر فينا
تقلب مراكبنا تقتل الحلم قبل الفطام
ربنا شاهد ربنا عالم
انك يابحر والحرب أحباب
أنك للهارب من الموت ... موت غلاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق