حزينة حزن الأرض / بقلم الشاعرة / وسيلة المولهي


بالروح أوجاع لا تحتمل
فالطقس يشاركها الجزع
سحب تغمر الأفق
وتلك الأبعاد موغلة في ضبابيتها 
تهرب الشحارير منها وتفل
حزن يخيم على السكون المنبعث من أنفاس براكينها تختلج لها الصدور والأركان
يا نفس مالي أراك عنها نائية
والطفلة نائمة بين قيد وقيد الذاكرة
فكوا وثاقها توجوها بالرياحين 
ضاعت عن الرمش اشراقة 
هزها وجد عظيم
دموع أراها تنهمر
تلج في العمق
تسقي الصمت
هي حزينة
حزينة حزن الأرض
والثكلى
حزن الأمة والأوطان
حزن الغربة ودمار المكان
لا طاقة لها على الاحتمال

أيّها القلم 
بربك جد بحرف يغسل ما علق من درن 
ينقي الأضلع من الهم
أراها تبكي
وتبكي
نعم لتبكي ولنبكي
لنغتسل بماء الطهر حين ينهمر
لن أكفكف ما نزل
بل أزيده ليستمر
وفي استمراره راحة قلب يزول عنه الكدر
الحياة غريبة 
غريبة غربة نزول المرسلين
غربة الرسالة فوق ارض بلا دين
مسكينة يا أنا...
يا أنت...
يا أيها العالم الحبيس في قوقعة بلا صدى
أرشدوهم بربكم
اعلموا العالم أنها للصفاء عاشقة 
للحب للحياة
لا تسجنوها
وخبروا الحبيب أنها عاشقة
والعشق ما كان لعنة هو قيد جميل
أي سبيل تعبرون وأي مقام سيكون
قلب مأمور
صاحب مغشي عليه مجنون
الشك أعماه والغر ور
ما حيلة القلب في همسه
وهو المغرم المسحور
أراها لعنة القوم لو يعلمون
أن البعد أجج الفتيل زاد لوعة المحروم
لمن يا قلب تلوذ
ظالم أنت في هواك والمظلوم
القاتل أنت
وأنت القتيل
الموت أنتَ
وأنت البعث الجميل 
كيف تكون؟
كيف نكون؟
كيف ننسج من الحرف سحرا يقينا حرّ الوجد والسحر دفين
هروب نحتاجه
اختفاء بين أوردة الورق
نسج فيه غرق 
نسابق فيه العشق 
قتل للأرق 

هو الدعاء وفي الله يكون الرجاء
دروب أضعناها 
رجاء في الله شفاء
هي لعنة البقاء
في جهالتها للأمكنة
للمقام لمساكن الروح والوجدان
هو الرحمن ملاذنا
حلما في دجى الليل مكين
دعاء يصافح العفو مكلل بالحنين
أنفس للنور تشتاق
في ظلمة الليل البهيم
تناجي حبيبا
والحبيب فينا مكين
أين أنت أيها الكريم
أغث لهفة مشتاق للبقاء 
أراها مناّ دانية
وأراها عني نائية
قلب ممزق
شوق يخترق الأضلع فيتصدع
صدر بلا أنين
خنجر يقتلع الهمس الجميل
فنبكي
ويبكينا الزمن الجميل
بقلمي

وسيلة المولهي
في 04/06/2016


شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق