اللوف / بقلم القاصة / هبة مقداد

اللوف


أيام اللوف، اعتادت أمي ونسوة قريتي الاجتماع بقاطرة جرارنا الزراعي، بقيادة والدي، صورته المعلقة بصالة ضيافة بيتنا وراء مكبر الصوت يلقي كلمة - أثناء عمله الصحفي أيام شبابه - لم تعن شيئا لي أمام صورته الحية وراء مقود جرارنا البرتقالي (نوع فرات)، الكتل الصخرية الضخمة البركانية 

علقت بذاكرتي أيضا، طالما انتظرت اللوف ليكبر لمرافقة النسوة مع باقي الأولاد لنوثق طفولتنا الشرسة بتسلق أعالي صخور البرية الشاهقة ، يومها، اعتليناها مثل قرود، صار عملا سهلا لكثرة التسلق، أطلقنا صرخات ارتطمت 

بسقف السماء، ارتدت لنا مع عواء ذئب يهرول اتجاهنا، كقرود هبطنا على الأرض، كبرق ركضنا اتجاه النسوة نحتمي ذاك الذئب، دون علمنا كنا اقتربنا وكره على تلك القمة، اعترشها سنينا، عرفت أمي ما حصل من حذائي المفقود، و خوفي الذي أفرغته مثانتي بملابسي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق