مدينة وتاريخ / مدينة فاس / كتبت سهام محمد


مدينة وتاريخ

ونحط الرحال في مدينة متوجة بتاريخ مجيد كإكليل منسوج بخيوط من لحمة حضارة عريقة متألقة مطعمة بسحر الشرق بث في حاضرها روعة وجمال و ترك بصماته على كل مفرداتها 
إنها مدينة فاس مهد الحضارة المغربية المتجذرة عبر التاريخ وهي العاصمة الروحية والدينية للمغرب 
تقع مدينتا في واد خصيب وكأنها واسطة عقد بين التلال التي تحيط بها من كل الجهات والأشجار التي صبغتها بلون لازوردي جميل يتناغم مع خضرة الغابات 

تأسست مدينة فاس على يد إدريس الثاني سنة 809 في نفس الموقع الذي اختاره والده إدريس بن عبد الله ويعتبر إدريس الثاني المساهم في تطوير المملكة الادريسية فتطورت فاس معها وأمت جموع النازحين المسلمين من الأندلس بعد حركة العصيان في قرطبة سنة 818 واستقروا في المكان وقد تحولت فاس تحت حكم خلفاء إدريس إلى عاصمة عربية زاهرة وإلى مركز ديني هام خصوصا بعد أن تأسس جامع القرويين و جامع الأندلس وقد أصبح جامع القرويين مركزا للعلم والتربية يتوافد إليه المسلمين من جميع أنحاء العالم الإسلامي فأخذ مكانته من النفوذ والأهمية في شمال إفريقيا ولم ينافسه إلا جامع الأزهر والذي تأسس سنة 972 
وبعد سقوط حكم الادرسيين في نصف الثاني من القرن العاشر حاول الأمويون مع حكام تونس الفاطميين الاستلاء على مدينة فاس لكن خلفاء قرطبة تصدوا لهم وكان كل حاكم يقيم الأسوار والاستحكامات على ضفاف نهر فاس لتحصين المدينة 
وقد ارتبط مصير فاس بالأحداث في إسبانيا المسلمة وبانهيار الحكم الأموي في قرطبة سنة 1031 زالت كل أنواع المعارضة في وجه الحاكم الفاطمي في فاس مما أحدث فراغ في السلطة في شمال المغرب والذي ملأه المرابطون وهم من بربر زيناتا وقد قدموا من الصحراء 
ثم جاء الموحدون من الجنوب واستولوا على فاس بعد تدمير اسوارها سنة 1146 بقيادة اول سلطان لهم يدعى المؤمن كما استولوا على مراكش و بقية المراكز في السنة التالية وقد أعادوا بناء فاس من جديد 
وبمجيئ المرنيين واستلائهم على فاس سنة 1250 دخلت المدينة عصرا ذهبيا فعلها السلطان يوسف اليعقوب عاصمة له وانشاء فاس جديدة سنة 1276 وقد أصبحت المركز الإداري و معقلا للمرنيين ثم أصبحت مركزا للدولة العلوية في المغرب سنة 1649 
أصدقائي الأكارم كانت هذه رحلتنا عبر مدينة وتاريخ إلى أن نلتقي في مدينة أخرى وتاريخ آخر لكم مني انا سهام محمد ألف تحية وسلام

شارك الموضوع

شاهد أيضا

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات :

إرسال تعليق