أيام صاخبة / بقلم الشاعر / محمد منعس العجرمي

وهذه قصيدة قلتها بمناسبة الانتفاضة افلسطينية الثانية يوم أجابت الصهيونية على مبادرة قمة بيروت بقصف مخيم جنين هذا المخيم المبني من الزينكو بكل ما امتلكت العنصرية من أسلحة دمار والقصيدة من ديواني {أيام صاخبة}. [خطابٌ عربي].

قَرَأْناكَ في صفحاتِ الكتاب.
قصيدةَ شَوْقٍ وفحوى عِتاب.

وبين السُطورِ نِداءٌ بعيدٌ.
يشقُ بِصَمْتٍ بَقايا الحجاب

ورمزٌ يسافرُ في بحرِ ذكرى.
بأشرعةٍ فوقَ هامِ السحاب

إلى عالمٍ عَرَبِّيِ السِماتِ.
إلى عالمٍ غارِقٍ في الضَباب.

بِإشراقةٍ لِرِياضِ الحُروفِ.
وقد عَبَقت بدماءِ الشباب

لِتَرْفَعَ بالدَّمِ رايتَنا.
وتنسجَ منها حكايَتَنا.

لِنَغْرَقَ نَحْنُ بِنَوْمٍ عَميقٍ.
وَتَحْفَظَ أَنْتَ كَرامَتَنا.

وجلْجَلَ صَوْتُكَ في الظُّلُماتِ.
وأدركْتَ بالصمتِ غايتنا.

وَأَغْلَقْتَ في وجهِنا الطُرقاتِ.
وَنَصْرُكَ أَقْلَقَ راحتَنا.

وَمَوْتُكَ يبعثنا من رُقادٍ
طويلٍ ونَتْرُكُ عادَتَنا.

لهذا تركناكَ تحتَ العِصِّيْ.
وَمِنّا الشَّقيقُ وَمِنّا الوَصِيّ.

وَمِنّا القَريبُ وَمِنّا البَعيدُ.
وأنتَ القريبُ البعيدُ القَصِيّ.

تُنادي وَتَصْرُخُ أَيْنَ بِلادي.
بصوتٍ جَهورٍ وحَرْفٍ جَلِيّ.

تَرَكْناكَ تُصْلَبُ حَيًّا وقلنا.
إرادتُهُ نفَسٌ لنبِيّ.

تَركناكَ تحت سياطِ المَنون.
لِأَنَّكَ أَنْتَ الوَحيدُ العَصِيّ

كَأَنَّكَ كُلُّ الذي قد أَفَل.
أَوَنَّكَ حَدٌّ لِهذا الأَجَل

نَسينا بِأَنَّكَ وَجْهُ الحَياةِ.
وقد لَمَعَتْ بِبَريقِ الأَمَل.

وَأَنَّكَ وَعْيُ الضَّميرِ إذا ما.
تَعَمَّدَ بالطّيبِ ثُمَّ اكْتَحَل.

وَحينَ اكْتَسى ثَوْبَهُ العَرَبِيَّ.
جَعَلْناهُ مَضْرِبَ كُلِّ مَثَل.

نَسينا بِأَنَّكَ وَحْدَكَ أَبْقى.
لِأَنَّكَ أَنْتَ الشُّجاعُ البَطَل.

تَمَرَّدْ على كُلِّ شَيْءٍ مُعاصِر.
عليهم علينا على كل حاضر.

تَمَرَّدْ لِأَنّا عَجِزْنا تَمَرَّدْ.
لأنك أَنْتَ النَّبِيُّ المُهاجِر.

لِأَنّا نَعيشُ على الصَّدَقاتِ.
وَأَنْتَ تَعيشُ بِقَلْبٍ مُغايِر.

وَنَحْنُ نَموتُ على العَتَباتِ.
وَتَحْيى بِنَصْرِكَ بَيْنَ المَحاجِر.

لِأَنَّكَ مَن يَسْتَحِقُّ الحَياةَ.
لِأَنَّكَ شِعْرٌ وَقِصَّةُ شاعِر.

أَحاطَ بِنا قَدَرٌ مِن حِصار.
كَما السُّجَناءُ وَراءَ الجِدار.

وَأَنْتَ الطَّليقُ الحَقيقِيُّ مِنّا.
لِأَنَّكَ تَمْلِكُ كُلَّ قَرار.

تَمَلَّكْتَهُ بِدُموعِ النِّساءِ.
تَمَلَّكْتَهُ بِدِماءِ الصِّغار.

لتمحُو بهم خوفنا والخنوع.
لتمحُو بهم ما بنا من دمار.

وَنَخْشى وُجودَكَ بَيْنَ الشُّموعِ.
كَما اللَّيْلُ يَخْشى طُلوعَ النَّهار.

قَرارُكَ وَحْيٌ وَصَوْتُكَ جامِع.
حِجارَتُهُ قَبَسٌ جِدُّ رائع.

قَرارُكَ طَيْفٌ تَهادى بِتِيهٍ.
أَبى أن يُقِرَّ بِزَيْفٍ لِواقِع.

فَلا تَسْتَمِعْ لِنِداءِ العُقولِ.
وَلَو أَوْقَفَتْكَ مِئاتُ المَوانِع.

لَكَ اللَّهُ يا سَيِّدَ الشُّهَداء.
لَهُ نَشْتَكي ما بِنا مِن مَواجِع.

لَعَلَّكَ تُشْرِقُ بَيْنَ الحَواري.
كَشَمْسٍ عَلى كُلِّ بَيْتٍ وَشارِع.

وَتَنْتَصِرُ الأُمْنِياتُ لَنا.
وَتَلْتَصِقُ الذِّكْرَياتُ بِنا.

وَتَخْفِقُ راياتُنا بِسَماءٍ.
وَتَمْلَأُ أَرْضًا لَنا بالغِنا.

وَنَبْلُغُ مَجْدًا بَناهُ الجُدودُ.
وَيَرْجِعُ ما ضاعَ مِن مَجْدِنا.

وقد نَلْتَقي بالْأَكُفِّ اللواتي.
لَمَسْنَ السَّماءَ بِحُلْوِ المُنى.

لِيَحْيى الشَّهيدُ بِكُلِّ المَعاني.
لَهُ الدَّرَجاتُ العُلا سَكَنا.

[{محمد منعس العجرمي أبو يسار}].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق